عمل_القدر?

#كيفية_عمل_القدر?

  • #كيفية_عمل_القدر?

افاق قبل 5 سنة

#كيفية_عمل_القدر?

 

?يستوجب هذا المقال كل التركيز لاستيعاب مضامينه.. وللتشبع بأفكاره الفلسفية الواقعية والمنطقية?

 

#القَدَر يتكلم على لسان الخضر عليه السلام?

 

كيف نفهم القدر؟!

 

لعل أحد أكثر الأسئلة التي تدور في أذهان المسلم خاصة، هو ما يعرف فلسفيا باسم سؤال الشر، وهو بكل بساطة :

 

لماذا خلق الله الشر والفقر والمعاناة والحروب والأمراض؟

لماذا يموت الأطفال في سورية؟

لماذا يموت الأطفال جوعا في افريقيا؟

أليس الله هو الرحمن الرحيم؟

فكيف يمتلئ الكون بكل هذه المآسي...؟

 

طبعا سيكون من الرائع لو تمكننا من فهم تلك المتناقضات التي ترهق أرواحنا.. ، ومع أن هذا يبدو مستحيلا الآن، إلا أن هذا فعليا قد حدث، قبل ثلاثة وثلاثين قرنا من الأن!!

 

فقد كان لنبي الله موسى كما لدينا الكثير من الأسئلة الفلسفية.. ليس أقلها رؤية الله رب أرني أنظر إليك..لكن الأهم على ما يبدو الذي هو محور موضوعنا اليوم هو عندما سأل موسى ربه عن القدر..، وكيف يعمل ، وهي بالذات عين أسئلتنا اليوم، فطلب منه الله عز وجل أن يلاقي الخضر عليه السلام، والحقيقة التي يجب أن تذكر هنا هي أن الأدبيات الإسلامية تسطح مفهوم الخضر وتختزله في صفة ولي من أولياء الله، في حين أن الحقيقة هي أن الخضر عليه السلام يمثل القدر نفسه، يمثل يد الله التي تغير أقدار الناس، والجميل أن هذا القدر يتكلم، لذلك نحن الآن سنقرأ #حوارا بين #نبي(بَشَر) مثلنا تماما.. لديه نفس أسئلتنا، وبين #قدر الله المتكلم، ولنقرأ هذا الحوار من زاوية جديدة..!!

 

أول جزء في الحوار كان وصف هذا القدر المتكلم ، بقول الله سبحانه وتعالى في قرءانه المجيد :آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما.. أي أنه قدر رحيم وعليم.. ، وهذا أصل مهم جدا، ثم يقول سيدنا موسى عليه السلام(بشر) هل أَتَّبِعُكَ على أن تُعَلِّمَنِي مما عُلِّمْتَ رُشْدَا يجيب القدر (سيدنا الخضر عليه السلام) إنَّكَ لن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرَا وكيف تَصْبرُ على ما لم تُحِطْ به خُبْرَا..، "جواب جوهري جدا حيث أن فهم أقدار الله يأتي فوق إمكانيات العقل البشري، و لن يصبر هذا الأخير على التناقضات التي يراها.." فيرد موسى عليه السلام بكل فضول البشر : ستجدني إِنْ شَاءَ اللهُ صَاِبراً ولا أَعْصِي لَكَ أمرا.. ويرد القدر (سيدنا الخضر عليه السلام) : فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا.. ويمضي الرجلان، ويركبا في قارب لمساكين يعملون في البحر.. ويقوم الخضر بخرق القارب، وواضح تماما أن أصحاب المركب عانوا كثيرا من فعلة الخضر، لأن موسى تساءل بقوة عن هذا الشر كما نتساءل نحن، أَخَرَقْتَها لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا.. لقد جِئْتَ شَيْئَا إمراعتاب للقدر تماما كما نفعل، {أخلقتني بلا ذرية كي تشمت بي الناس؟} {أفصلتني من عملي كي أصبح فقيرا؟} "نفس الأسئلة التي نطرحها يوميا على أنفسنا أو على غيرنا.." يسكت الخضر ويمضي، طبعا الشاهد الأساسي هنا أن أصحاب المركب عانوا أشد المعاناة، وكادوا أن يغرقوا، وتعطلت مصلحتهم وباب رزقهم، لكن ما لبثوا أن عرفوا بعد ذهاب الخضر ومجيء الملك الظالم أن خرق القارب كان شرا مفيدا لهم، لأن الملك في حالتهم تلك لم يأخذ القارب غصبا!!

?نكمل.. موسى لا زال في حيرته، لكنه يسير مع الرجل (القدر) الذي يؤكد لموسى : ألم أقل لك أنك لن تستطيع معي صبرا؟بمعنى ألم أقل لك يا إنسان أنك أقل من أن تفهم الأقدار ؟

يمضي الرجلان.. ويقوم الخضر الذي وصفناه بالرحمة والعلم بقتل الغلام!! ويمضي.. فيغضب موسى عليه السلام، ويعاتب بلهجة أشد أَقَتَلْتَ نفسا زكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا،

تحول من إمراً إلى نكراً، والكلام صادر عن نبي أوحي إليه.، لكنه بشر مثلنا، ويعيش نفس حيرتنا، يؤكد له سيدنا الخضر (القدر) مرة أخرى : ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا، طبعا هنا أصل مهم، حيث إننا كمسلمون قرأنا القرآن ننظر إلى الصورة من فوق، إذ نعرف أن سيدنا الخضر عليه السلام فعل ذلك لأن هذا الغلام كان سيكون سيئا مع أمه وأبيه، وكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا و#السؤال ؟؟

 

هل عرفت أم الفتى بذلك؟

هل أخبرها سيدنا الخضر؟

 

#الجواب : #لا، و بالتأكيد فإن قلبها انفطر وأمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الفتى الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب يقتله ويمضي.. ، وبالتأكيد.. هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني كان تعويضا عن الأول، وأن الأول كان سيكون سيئا، فهنا نحن أمام شر مستطير حدث للأم.. ولم تستطع تفسيره أبدا..!!

ثم يصل موسى والخضر عليهما السلام إلى القرية، فيبني سيدنا الخضر (القدر) الجدار ليحمي كنز اليتامى، "و هل اليتامى أبناء الرجل الصالح عرفوا أن الجدار كان سيهدم؟ لا.." "هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه؟ لا.." "هل شاهدوا لطف الله الخفي ؟؟ الجواب قطعا لا.." "هل فهم موسى السر من بناء الجدار؟ لا.."

ثم مضى الخضر.. القدر المتكلم.. بعد أن شرح لموسى ولنا جميعا كيف يعمل القدر والذي يمكن تلخيصه ببساطة كالآتي :

 

{#الشر شيء نسبي.. ومفهوم الشر عندنا كبشر مفهوم قاصر لأننا لا نرى الصورة كاملة، فما بدا شرا لأصحاب المركب اتضح أنه خير لهم، وهذا أول نوع من القدر، شر تراه فتحسبه شرا.. فيكشف الله لك أنه كان خيرا.. وهذا نراه كثيرا!!

النوع الثاني مثل قتل الغلام، #شر تراه فتحسبه شرا.. لكنه في الحقيقة خير، ولا يكشف الله لك ذلك فتعيش عمرك وأنت تعتقد أنه شر، مثل قتل الغلام، حيث لم تعرف أمه أبدا لم قتل!!

النوع الثالث وهو الأهم، هو #الشر الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري، لطف الله الخفي..، الخير الذي يسوقه إليك، مثل بناء الجدار لأيتام الرجل الصالح!!

 

ف#الخلاصة إذن.. يجب أن نقتنع بكلمة الخضر الأولى إنك لن تستطيع معي صبرا لن تستطيع يا ابن آدم أن تفهم أقدار الله، "الصورة أكبر من عقلك" قد تعيش وتموت وأنت تعتقد أنك تعرضت لظلم في جزئية معينة، لكن الحقيقة هي غير ذلك تماما، الله قد حماك منها، #مثال_بسيط :أنت ذو بنية ضعيفة.. وتقول أن الله حرمني من الجسد القوي.. أليس من الممكن أن شخصيتك متسلطة.. ولو كنت منحت القوة لكنت افتريت على الناس!؟

حرمك الله المال؟؟ أليس من الممكن أن تكون من الذين يفتنون بالمال وكانت نهايتك ستكون وخيمة!؟

حرمك الله الجمال؟؟ أليس من الممكن أنك ذات شخصية استعراضية.. ولو كان منحك الله هذا الجمال لكان أكبر فتنة لك!؟ لماذا دائما لا ننظر للجانب الإيجابي للأشياء؟ ونقول حرمنا الله من كذا وكذا دون أن نجتهد في التفكير والتمحيص ؟؟

 

لذا عليك أن تستعين بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره التي لا تفهمهما، وعليك أن تقول في نفسك : "لا أفهم أقدار الله.. لكنني متسق مع ذاتي ومتصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها.. لكنني موقن كما الراسخون في العلم أنه كل من عند ربنا.." إذا وصلت لهذه المرحلة، ستصل لأعلى مراحل الإيمان..، الطمأنينة..، السكينة..، وهذه هي الحالة التي لا يهتز فيها الإنسان لأي من أقدار الله.. خيرا بدت أم شرا.. ويحمد الله في كل حال.. حينها فقط.. سينطبق عليك كلام الله : يا أيتها النفس المطمئنة حتى يقول : وأدخلي جنتي

 

ولاحظوا هنا إخواني أخواتي بأنه لم يذكر للنفس المطمنئة في الكتاب الكريم لا حساب ولا عذاب!!

?وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد و على آله وأصحابه الأخيار أجمعين تسليما كثيرا مباركا فيه إنك في العالمين حميد مجيد?

طوق الياسمين "الشاميةالحلبية"

 

?أتمنى من كل قلبي أن تكونوا جميعا قد قرأتم هذا المقال بعيون فكركم، وأن تكونوا قد استفدتم من محتواه العميق العبق بالرؤى الدينية-الدنيوية الخالصة?

 

?وكعادتي سأرجو الله العلي القدير لكن? ولكم? أجمل الأقدار وأروع المقادير...، وإذا كان قد قدر على واحدة منكن أو أحد منكم قدرا ظاهره فيه شر وباطنه فيه خير ، فأسأل أرحم الراحمين أن يسعفكن(م) في استنباط خيره قبل تجلي شره، وأن يمنحكن(م) سلامة التفكير وحسن التدبير والتسيير.. إنه ولي هذا الأمر والقادر عليه?

التعليقات على خبر: #كيفية_عمل_القدر?

حمل التطبيق الأن