الفاسد في ثياب الناصحين!

الفاسد في ثياب الناصحين!

  • الفاسد في ثياب الناصحين!

افاق قبل 5 سنة

الفاسد في ثياب الناصحين!

مادام يستمر الفاسدون والانتهازيون والمنافقون، من الصعب الحديث عن الأمل والتغيير. وحتى لا نكون مثاليين، فإن السياسة عمومًا بطبيعتها تتحمل المناورة والكذب أحيانًا، والازدواجية، لكن الموضوع عندنا زائد وكثير، وتخطى كل المسموح به عالميًا ومحليًا، وكأنك يا أبوريد «لا رحت ولا ثرت ولا جيت»، ولا نقصد بهذاسوى تجار الوطن ومتسولي الوطنية يبيعون مواقف وهم المنافقون الذين يبيعون ويشترون باسم الوطنية وينهبون مقدرات الوطن والوطن منهم براء إنهم المنافقون الكذابون

أننا لا نمسك للناس مقصلة أو نحاكم النوايا، لكن الحقيقة أن هناك فاسدين بإجماع الآراء، وانتهازيين باتفاق الأدلة، يتسللون ويقدمون أنفسهم فى ثياب الناصحين، بل إن بعضهم أصبح يقدم نظريات فى الأخلاق والفضيلة ، ويطالب بالتطهير والمكاشفة، بينما أول مكاشفة تعنى أن يحاكم ويساءل ،

وفى حال فوز هؤلاء بمنصب أو مركز تراه متشبث متمسك به ينافق لهذا وذاك خشيه من يخسر الغنائم والمكاسب إنهم الوصوليون النفعيون أصبحوا تجار الوطن والوطنية وهؤلاء وبحق يحق ان يطلق عليهم فيروس الفساد يسكن القلب، وأنه «مافيش فايدة»، ومعنى أن المنافقين الذين تسلقوا ما زالوا متشبثين متمسكين بمواقعهم ومازالوا مستمرين، يعنى ضياع أي إمكانية للتغيير.

 

ستجد المنافق يتحدث مثل ملاك بأجنحة، وينتقد الفساد، ويقدم رؤى عميقة للمشكلات، وحلولًا عبقرية، بينما وهو فى موقع المسؤولية يكون بليدًا وعاجزًا، وربما متورطًا في كل ما ينتقده بعد مغادرة مناصبه.

لماذا نقول هذا؟، بمناسبة عدد من محترفى الفساد في كل العصور، وهم يتحدثون عن الطهارة والشرف، ولديهم نظريات فى الحديث عن الفساد والدعوة لمواجهته كأنهم من كبار رجالات أجهزة الرقابة، و«احذر الفاسد الذى يتحدث كثيرًا عن مواجهة الفساد»، وكثير من معارك نراها اليوم على الشاشات، أو مواقع التواصل، ظاهرها الحرص على الوطن، وباطنها المنافسة للبحث عن مكان بجوار السلطة.

وهناك منافقون «عابرون لكل الأنظمة»، يمتلكون قدرات على البقاء والفوز، والعيب ليس عيبهم، لكنه عيب النظام السياسي والاجتماعي الذي مازال يسمح لهؤلاء الفاسدين بالفوز، والوصول إلى مواقع مختلفة

، عندها سوف يتأكد الناس أن الحديث عن التغيير هو مجرد كلام للاستهلاك السياسي.. لايكفى أن نتحدث عن مواجهة الفساد، بل الأهم هو اختراع كل القوانين التي تمنع الفساد من الحصول على هدايا التغيير.. إن الشيء الوحيد الذى يجب أن يظهر فى عام 2019

هو القانون، والذي يجب أن يختفي بنصه كل الفاسدين المنافقين من متسولي وتجار الوطن وما أكثرهم

«فسادوقراط نفاقوقراط».

 

التعليقات على خبر: الفاسد في ثياب الناصحين!

حمل التطبيق الأن