هذا ما سيحدث إذا أصحبت إيران وأمريكا دولًا صديقة

«فورين بوليسي»: هذا ما سيحدث إذا أصحبت إيران وأمريكا دولًا صديقة

  • «فورين بوليسي»: هذا ما سيحدث إذا أصحبت إيران وأمريكا دولًا صديقة
  • «فورين بوليسي»: هذا ما سيحدث إذا أصحبت إيران وأمريكا دولًا صديقة
  • «فورين بوليسي»: هذا ما سيحدث إذا أصحبت إيران وأمريكا دولًا صديقة

اخرى قبل 5 سنة

«فورين بوليسي»: هذا ما سيحدث إذا أصحبت إيران وأمريكا دولًا صديقة

منذ الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني في مايو (أيار) 2018، تتبادل الولايات المتحدة وإيران التهديدات والخطابات العدوانية، ويحاول الكثير من المحللين التنبؤ بمصير ذلك النزاع الآخذ في التأجُج يومًا بعد يوم. لكنَّ أليكس فاتانكا، الزميل الأقدم بمعهد الشرق الأوسط، يرى أنَّ الخصمين يمكن لهما إصلاح العلاقات بينهما بالفعل والتحول إلى حليفين. ففي تحليلٍ كتبه لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، يتتبع أليكس تاريخ العلاقات بين الدولتين قبل حادثة اقتحام السفارة الأمريكية عام 1979، ويشرح كيف أنَّ الخصومة بينهما كانت نتيجةً لنزاعٍ إيراني داخلي على السلطة، وليس بسبب أيديولوجية الجمهورية الإسلامية.

يشير فاتانكا في تقريره إلى أنَّه في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، أحيت إيران ذكرى اليوم الذي اقتحم فيه 400 طالب إسلاميٍ مُسلَّح السفارة الأمريكية في وسط مدينة طهران. وأحيت الولايات المتحدة تلك الذكرى أيضًا على طريقتها الخاصة: إذ فرضت في الخامس من نوفمبر سلسلةً جديدةً من العقوبات على إيران، وصفتها إدارة الرئيس دونالد ترامب بأنَّها جزءٌ من حملة «ضغطٍ مُكثَّفٍ» لإجبار البلد الآسيوي على العودة إلى طاولة المفاوضات.

وردَّ وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف برسالةٍ مصوَّرةٍ قال فيها لترامب: «واصل أحلامك». وأردف ظريف أنَّ جهود ترامب تجاه طهران ستذهب أدراج الرياح، كما حدث مع أسلافه الرؤساء الستة الذين انتهجوا سياسة «التبجُّح» مع إيران. ورغم ذلك، تتعالى أصوات الهمس الدائر في طهران بشأن الحاجة لحل المأزق وإجراء محادثاتٍ مع ترامب.

ورغم استحالة التفاوض مع ترامب، وهو ما أكَّده المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، يُمكن للقيادة في طهران أن تعتبر رئاسته فرصةً لتمهيد الطريق أمام المفاوضات مع خليفته. وكما قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، فإنَّ أمريكا أكبر من ترامب. وهو مُحِقٌ في ذلك، وسيقع الأمر على عاتق بقية أفراد الإدارة الإيرانية ليدركوا تلك الحقيقة بواقعيةٍ ويُخفِّفوا من شيطنتهم للولايات المتحدة. وإن بدا هذا أمرًا مُستبعدًا، فيجب على طهران أن تتذكَّر نشأة الجمهورية الإسلامية عام 1979. إذ شهدت تلك الأيام الأولى تحوُّل مسألة العلاقات مع واشنطن إلى مسألةٍ مثيرةٍ للجدل عن طريق المصادفة.

لكنَّ فاتانكا يرى أنَّ رد ظريف على العقوبات يمثل مفارقةً مُثيرةً للسخرية. فمن ناحية، ينتقد المسؤولون الإيرانيون تبجُّح الأمريكيين وشعورهم المزعوم بالرهاب. بينما على الجهة الأخرى، تُعاني العقيدة السياسية الإيرانية رُهابًا أمريكيًا على نطاقٍ واسع بالفعل منذ عام 1979.

وتتعرض الشخصيات البارزة أمثال روحاني وظريف لانتقاداتٍ حادةٍ من داخل النظام إذا تجرأوا على التشكيك في تلك العقيدة. وحين زار روحاني نيويورك في سبتمبر (أيلول) لحضور اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، سعت حاشيته بحرصٍ شديدٍ لتفادي أي لقاءٍ -ولو عرضيٍ- بين روحاني وترامب. وبدا ذلك واضحًا في خطاب روحاني الذي ألقاه أمام الأمم المتحدة في الخامس والعشرين من سبتمبر (أيلول)، الذي ركَّز فيه على شيءٍ واحدٍ فقط: طمأنة مُنافسيه المتشددين في طهران بأنَّه لا ينتوي التودُّد للرئيس الأمريكي الذي عرضت حكومته قائمةً تضم اثني عشر تنازلًا يجب أن تقدمها طهران من أجل رفع العقوبات.

من المستحيل أن يُوافق خامنئي على تلك التنازلات ما دام مُحاطًا بجنرالات الحرس الثوري الإسلامي، الذين ستتضرر مصادر رزقهم أكثر من غيرهم في حال اختارت طهران اللجوء لأي نوعٍ من المصالحة مع واشنطن. ورغم ذلك، تُدرك طهران بالتأكيد التكاليف الباهظة التي تتكبدها نتيجة علاقتها العدائية مع الولايات المتحدة. وفي واقع الأمر، تزخر السنوات الأربعون الأخيرة بالأمثلة التي تُبرهن على ذلك.

ويبحث روحاني الذي يعي كافة الضغوطات عن سُبُلٍ لإزالة ملف أمريكا من طاولته. وعوضًا عن تحميل أمريكا مسؤولية تدهور العلاقات بين البلدين، طالب ترامب ألّا يخضع لتضليل الإسرائيليين والسعوديين والمعارضين الإيرانيين في المنفى. والرسالة الضمنية كانت واضحة: الأطراف الثالثة هم المسؤولون عن إفساد العلاقات بين طهران وواشنطن. وربما يبدو الأمر تهرُّبًا من المسؤولية، وهو كذلك، لكنَّه يحوي نوعًا من الانفتاح على الحوار في الوقت ذاته. وفي الواقع، فإنَّ روحاني وأقرانه في الجيل الأول من قادة الثورة الإسلامية المسؤولون عن خلق صورة الفزاعة الأمريكية عمدًا هم أفضل من يستطيع البحث عن طُرقٍ لكسر تلك اللعنة.

وإذا كان ترامب كما قال روحاني قد أذنب في التعامل مع إيران بسذاجة، فإنَّ ذنب النظام في طهران أفدح: إذ نشر منذ اليوم الأول الأسطورة التاريخية التي تقضي بأنَّ الولايات المتحدة تُعارض الجمهورية الإسلامية. وحين يتحدَّث ظريف المُعتَدِلُ المزعوم عن أربعين عامًا من العداء الأمريكي ضد إيران؛ يبدو وكأنَّ سياسات واشنطن تجاه إسلاميي إيران ظهرت من العدم في اللحظة التي وُلدت فيها الجمهورية. لكنَّ الواقع مختلفٌ تمامًا.

يذكر فاتانكا في تقريره أنَّه منذ البوادر الأولى التي دلَّت على قُرب إطاحة نظام الشاه عام 1979، سعت واشنطن جاهدةً للتعاون مع من افترضت أنَّهم سيكونون الحُكَّام الجُدُدَ لإيران. وكان هدفها الأول هو حماية المصالح الأمريكية الكبرى داخل منطقةٍ حيويةٍ في خِضَم الحرب الباردة. وفي وقتٍ من الأوقات في أعقاب الثورة، كان وزير الخارجية الأمريكي حينها سايروس فانس ينظر إلى آية الله روح الله الخميني كأفضل ضمانةٍ ضد سيطرة الشيوعية على طهران. وطرح إمكانية التعاون الوثيق بين النظام الجديد وواشنطن. وربما جَهِل فانس حقيقة الطريقة التي تنظر بها دائرة الخميني إلى العالم، لكنَّه كان يتحدث بناءً على الرسائل التي يتلقاها من نُوَّابٍ الخميني البارزين. إذ قال مستشارو الخميني للأمريكيين إنَّ آية الله سيرحب بالاستثمار الأمريكي، لكنَّه سيكون مُعاديًا للغرب بشكلٍ عام، فضلًا عن أنَّه سيكون أكثر عداءً تجاه «الملحدين» و«السوفييت المُعاديين للأديان».

وفي أول الأمر، لم يُظهر الخُمينيون أي رغبةٍ في مواجهةٍ مفتوحةٍ مع الولايات المتحدة. وحين اقتحمت مجموعةٌ من المُسلَّحين اليساريين المتطرفين حرم السفارة الأمريكية في الخامس عشر من فبراير (شباط) عام 1979، أنهت الحصار فرقة إنقاذٍ مُسلَّحةٍ أرسلها الخميني. وقال رجال ميليشيا الخميني للدبلوماسيين والضباط العسكريين الأمريكيين المذعورين: «أنتم إخواننا. لا تقلقوا». وصرَّح السفير الأمريكي للمراسلين في نفس اليوم: «اتصلنا هاتفيًا بجماعة الخميني، فتدخلوا لإنقاذنا في الوقت المناسب». ونُظِّم معظم رجال تلك الميليشا لاحقًا ليُشكِّلوا وحدةً مُسلَّحة جديدة: الحرس الثوري.

وفي الأشهر التالية، أكد رئيس الوزراء المعتدل مهدي بازركان مرارًا وتكرارًا أنَّ طهران تنوي إقامة علاقات جيدةٍ مع واشنطن. وحين هاجمه اليسار المتطرِّف أو المُتشددين في مُعسكر الخميني لتساهله مع الأمريكيين، دافع بازركان عن نفسه بالقول إَّن الخميني شخصيًا هو من أجاز المحادثات مع الولايات المتحدة. وسعى بازركان باستمرار لعقد صفقاتٍ عسكريةٍ وتجاريةٍ مع أمريكا، ويُذكَر أنَّه طلب معلوماتٍ استخباراتيةٍ من واشنطن في إحدى المناسبات. وتواصلت العلاقات الاقتصادية، مثل شراء الإيرانيين للسلع الأمريكية، وإن كان ذلك على نطاقٍ أضيق بكثيرٍ من أيام الشاه.

وفي يوليو (تموز) عام 1979، التقى أحد أكبر الموالين للخُميني، وهو آية الله محمد بهشتي، برجل وكالة الاستخبارات الأمريكية الأول في الشرق الأوسط، وهو روبرت إيمز، الذي عرض على الحُكَّام الإسلاميين الجُدد في إيران فرصة بدء تعاونٍ استخباراتي استراتيجي. وبالنسبة لإسلاميي إيران، لم تكن فكرة العمل مع الأمريكيين من المحرمات كما أصبحت في ما بعد. وقضت دائرة الخميني معظم عام 1979 وهي تدرس كيفية الاستفادة من الولايات المتحدة في خِضَم جهودها للقضاء على المنافسين المحليين، مثل القوى السياسية الوطنية اليسارية والعلمانية.

ويرى فاتانكا أنَّه ربما كان هذا هو السبب وراء الاجتماع الذي أجراه آية الله حسين علي المنتظري، حليف الخميني الرئيسي ونائب المرشد الأعلى المستقبلي، مع مسؤولين أمريكيين قبل أسبوعٍ واحدٍ من اقتحام السفارة الأمريكية في نوفمبر. وتُظهِر مراسلات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أنَّه أعرب خلال الاجتماع عن «إعجابه الشديد بالرئيس كارتر» وتطلُّعِه إلى تطوير العلاقات.

لكن بعد مرور أسبوعٍ واحد، يبدو أنَّ جميع النوايا الحسنة قد ذهبت أدراج الرياح. إذ عاد رجال الميليشيا المُوالية للخميني إلى السفارة الأمريكية، لكن ليس كمُنقِذين هذه المرة، بل للانضمام إلى قوات المُهاجمين. ولم يكن للأمر علاقةٌ بالعقيدة؛ فلو كان الوجود الأمريكي في طهران مكروهًا عقائديًا، لما كان من المنطقي أن ينتظر الإسلاميون عشرة أشهرٍ بعد إطاحة الشاه لاقتحام السفارة الأمريكية والسيطرة عليها هذه المرة. وعوضًا عن الأيديولوجية، كانت المنافسة المتزايدة على السلطة في طهران هي السبب الحقيقي وراء تمهيد الطريق أمام حدثٍ من هذا النوع.

وكُتِبَت الكثير من التساؤلات بشأن ما إذا كان الخُميني على عِلمٍ مُسبقٍ بخطة اقتحام السفارة. ومن المرجح أنَّه لم يكن على علمٍ بذلك، لكن المؤكَّد أنه بارك استمرار أزمة الرهائن رغم تكدُّس الأدلة التي تُشير إلى أنَّ الحادثة تُكبِّد إيران خسائرً كُبرى على جميع المستويات. وبالنسبة للخميني، كان إحكام قبضته على الجبهة الداخلية في بلاده أهم من أي شيءٍ آخر، وأسفرت الأزمة مع واشنطن عن مزايا واضحة.

يوضح فاتانكا أنَّه في ذلك الوقت، ظهرت ثلاث فوائد بشكلٍ جلي. أولًا، أدَّت أزمة الرهائن إلى استقالة الإسلاميين «الليبراليين» الذين أحاطوا ببازركان وكان ولاؤهم له أكبر من المرشد الأعلى، قبل تهميشهم في ما بعد. ثانيًا، وضع الاقتحام الولايات المتحدة في وضعيةٍ دفاعيةٍ وأجبرها على التعامل مع الخميني بوصفه الخليفة الشرعي الوحيد للشاه. وثالثًا، دعم معظم الشباب اليساري المتطرف حركة اقتحام السفارة، مما سمح للخميني بتقليص قاعدة دعم الفصائل الثورية المنافسة.

وحين ينظر المؤرخون إلى تطوُّر الجمهورية الإسلامية منذ عام 1979، تظهر نزعةٌ لتفسير أحداثها من خلال أيديولوجية دينية. ولا شك أنَّ العقيدة شكَّلت الكثير من سلوك ذلك النظام، لكنَّها لا تشكله كله. والوسيلة الأخرى لتفسير سلوك ذلك النظام هي النظر إلى المنافسة بين كبار قادة النظام. والعنوان الرئيسي هنا هو أنَّ حماية المصالح المحدودة للفصائل الرئيسية داخل النظام أتت على حساب المصالح القومية. وتُمثِّل ملحمية اقتحام السفارة الأمريكية في طهران مثالًا واضحًا على هذه المأساة الإيرانية.

وبالنسبة لروحاني، الرجل الذي انتُخِب مرتين بناءً على الوعد بكسر عزلة إيران الدولية، فإنَّ البحث عن وسائل لإنهاء هوس الجمهورية الإسلامية بالولايات المتحدة هو تصرُّفٌ منطقيٌ على العديد من المستويات. ومن أسباب ذلك أنَّ قطاعًا عريضًا من الشعب الإيراني في العموم يُؤيِّد تطبيع العلاقات مع واشنطن. إذ يتقبَّل المواطن الإيراني العادي فكرة أنَّ إيران لن تحظى أبدًا بسياسةٍ خارجيةٍ طبيعيةٍ حتى تَجِد طريقةً للتحاور مع الولايات المتحدة. وفي الوقت ذاته، ميل طهران الذي فرضته الدولة لتحميل الولايات المتحدة المسؤولية عن كافة مشاكل الشرق الأوسط، بدايةً من الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات ووصولًا إلى الصراع اليمني اليوم، يُعَدُّ عقبةً حقيقيةً في طريق الحوار المُحتمل.

ويرى فاتانكا أنَّه على الجانب الآخر، لا شك أيضاً أنَّ نهج ترامب الذي لا تفاوض فيه يجعل الحوار معه أمرًا صعبًا، حتى بالنسبة لحكومة روحاني. لكنَّ روحاني يتفهَّم أنَّه بحاجةٍ للبدء في معاملة الولايات المتحدة بالطريقة التي تُلائمها: كأكبر قوةٍ على المسرح العالمي، وقد اختارت طهران الشجار معها عام 1979 دون أن تكون مضطرةً لذلك.

أما مؤيدو فتح صفحةٍ جديدةٍ في العلاقات مع الولايات المتحدة داخل طهران، فيواجهون منافسةً ممن يرون في التخلي عن عداء واشنطن إضعافًا لبنية الدولة الإيرانية. وليست هذه حجةً جديدةً من نوعها، لكنَّ الضغوطات غير المسبوقة التي فرضتها إدارة ترامب على إيران تُجبر القيادة العامة في طهران -على اختلاف فصائلها وتباين مصالحها- بكل هدوءٍ وقوةٍ على التفكير جدِّيًا في موقفها تجاه الولايات المتحدة أكثر من أي وقتٍ مضى. ورغم ذلك، تُشير المؤشرات إلى عدم وجود بديلٍ فعالٍ عن الحوار مع واشنطن. إذ تحطَّمت أحلام طهران بأن تنقذها دولٌ مثل الصين أو روسيا أو حتى أوروبا على صخرة الواقع باستمرار. وفي الواقع، تستفيد أول دولتين بشكلٍ كبيرٍ من النزاع الإيراني الأمريكي، أما أوروبا فلن تُقدِم على الدفاع عن طهران، ولا تستطيع ذلك.

ويختتم فاتانكا تحليله قائلاً إنَّه في الوقت الحالي، ليس بوسع أي فصيلٍ داخل طهران أن يسود دون غيره في هذا الصدد. فبالنسبة للإيراني العادي، لا أمل في محو عقودٍ من العداء تُجاه الولايات المتحدة بين ليلةٍ وضحاها. لكنَّ الأمل يكمُن في ألَّا تؤجل إيران تأمُّل ومراجعة سياساتها أكثر من ذلك، وخاصةً وأنَّ البلاد تنبش أغوار الحقائق التاريخية المتعلقة بالأسباب الكامنة وراء الوضع الذي آلت إليه الأمور بين إيران والولايات المتحدة في المقام الأول.

هذا المقال مترجمٌ عن المصدر الموضَّح أعلاه؛ والعهدة في المعلومات والآراء الواردة فيه على المصدر لا على «افاق الفلسطينيه ».

 

التعليقات على خبر: «فورين بوليسي»: هذا ما سيحدث إذا أصحبت إيران وأمريكا دولًا صديقة

حمل التطبيق الأن