اللوبي الصهيوني في بريطانيا-الجزء الثاني

أبرز معارك اللوبي الصهيوني في بريطانيا

  • أبرز معارك اللوبي الصهيوني في بريطانيا

اخرى قبل 3 سنة

اللوبي الصهيوني في بريطانيا-الجزء الثاني

أبرز معارك اللوبي الصهيوني في بريطانيا

د.سالم سرية :أكاديمي وكاتب (فلسطين )

بقي اللوبي الصهيوني في بريطانيا(من خلال ثلاثين منظمة سنأتي على ذكرها لاحقا ) يعمل في الخفاء وبتوجيه من السفارة الاسرائيلية في لندن ردحا طويلا من الزمن الى ان ظهر على السطح ظاهرتان اقضت مضجعه وبات مضطرا ليفصح عن نفسه ويكشر عن انيابه وهما: 

1- حملة المقاطعة العالمية لإسرائيل (بي دي اس BDS)

    2- ظهور جيرمي كوبرين على المشهد السياسي البريطاني .

باالنسبة لحركة المقاطعة يشير اسعد عبد الرحمن اليها بالقول ( انها بدأت في 9 تموز/ يوليو 2005 بنداء من 171 منظمة فلسطينية غير حكومية من أجل مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها، بهدف الضغط عليها حتى يتم تحقيق مطالب الفلسطينيين لاسيما ما يتعلق بتقرير مصيرهم. وهذه الأيام، تشعر دولة الاحتلال على نحو غير معهود بالتهديد منها رغم قوتها الاقتصادية والعسكرية، فهي تواجه حركة نضال شعبي ومدني تستند على القانون الدولي وتستمد مبادئها من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ومنذ العام 2013  قررالكيان  الصهيوني بشكل رسمي أن "الحركة" باتت تشكل "تهديداً استراتيجياً" للنظام الإسرائيلي الذي يجمع بين الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري (الأبارتهايد). في ضوء ذلك، قررت الحكومة الإسرائيلية نقل مسؤولية محاربة "الحركة" إلى وزارة جديدة خاصة هي وزارة الشؤون الاستراتيجية، بعد أن كانت وزارة الخارجية تتولى هذا الملف.) (1)

أما جيرمي كوربن  فهو من أشرف السّياسيين البريطانيين، إن لم يكُن أشرفهم، فقد كان الزّعيم المُتوّج للمُظاهرات المِليونيّة التي كانت تُنظَّم كُل يوم سبت ضِد الحرب على العِراق بفصليها الأوّل والثّاني، مِثلَما تَصدّر كُل المَسيرات الدّاعمة للقضيّة الفِلسطينيّة، ولم تُرهِبه مُطلقًا التّهديدات التي يقِف خلفها أنصار دولة الاحتلال.

ان"جيريمي برنار كوربن"، المولود في 26 مايو 1949، هو سياسي بريطاني ورئيس حزب العمال المعارض منذ عام 2015، وهو عضو بالبرلمان البريطاني عن دائرة إسلنغتون الشمالية منذ عام 1983. لقد عارض كوربن بشدة الحرب في أفغانستان، وتعهد كوربن بالإعتذار عن مشاركة بلاده يومًا ما في حرب العراق تحت قيادة رئيس الوزراء السابق "توني بلير"، بل ودعا إلى التحقيق مع بلير بتهم ارتكاب جرائم حرب خلال تلك الحرب، وانتقد قيادة حلف شمال الأطلسي للتدخل العسكري في ليبيا، وحذر كوربن من التدخل الخارجي في سوريا .وقد شغل كوربن منصب رئيس ائتلاف "أوقفوا الحرب"، معتبرًا أن "الملايين من المواطنين البريطانيين قد باتوا  يشعرون بأن ديمقراطيتنا قد تم تشويه سمعتها بسبب الطريقة التي تم بها قرار الذهاب إلى تلك الحروب".(2)

وفيما يخص القضية الفلسطينية؛ فإن كوربن لا يُخفي عداؤه لسياسة إسرائيل والغرب تجاه فلسطين   بل إنه لم يترك فرصة للتنديد بالانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينين إلا وفعل،   وهو عضو في حملة التضامن الدولية مع فلسطين، وفي عام 2010 صرح كوربن بأن بعض الخطب التي يلقيها أعضاء من البرلمان البريطاني تكون معدة مسبقًا من قِبل (إسرائيل)، وقال ساخرًا: "أنا متأكد من أن السفير الإسرائيلي قد كتبها، لأنها جاءت بنفس الكلمات الرئيسية، نفس العبارات الطنانة مثل: 'حاجة إسرائيل إلى الأمان'، و'التطرف من الناس على أحد الجوانب'، و'وجود مسلحين أتراك على متن السفينة' جاء ذلك الكلام في كل خطاب"، لذا ففي عام 2012 ومرة أخرى في عام 2017؛ دعا كوربن إلى إجراء تحقيق حول تأثير (إسرائيل) على السياسة البريطانية، كما دعم مقترح يدعو الحكومة البريطانية إلى عدم بيع الأسلحة لإسرائيل وتخصيص ميزانيات إضافية لـمنظمة "الأونروا" العاملة في فلسطين.وفي عام 2014 وخلال زيارته لتونس؛ قام كوربن بوضع إكليل من الزهور على قبور شهداء فلسطينين قتلتهم إسرائيل خلال تفجيرها لمقر منظمة التحرير الفلسطينية في المنفى بتونس. (3) 

الحملة على كوربين :

كانت أول ضجة افتعلت حول كوربين تتعلق بمقطع فيديو على اليوتيوب يظهر فيه وهو يتحدث في اجتماع مناصر للفلسطينيين في عام 2013، أي قبل عامين من وصوله إلى زعامة حزب العمال. لقد نددت به وسائل الإعلام على نطاق واسع لما اعتبر تصريحاً مهيناً صادراً عنه  .

وقال كبير حاخامات بريطانيا السابق جوناثان ساكس في تصريح لمجلة نيوستاتسمان إن تصريح كوربين كان "التصريح الأكثر إساءة الذي يصدر عن سياسي بريطاني كبير منذ خطبة "أنهار الدم" التي ألقاها إنوخ باويل في عام 1968 .ومضى ساكس، الذي نعت كوربين بالمعادي للسامية، ليقول: "إن اعتبار فئة كبيرة من المواطنين البريطانيين غرباء من شأنه أن يقوض وجودهم".وظل الزعيم العمالي هذه المرة مصرا على موقفه ولم يتزحزح، مشيراً إلى أنه كان يستخدم المصطلح "بما له من دلالة سياسية صحيحة ودقيقة وليس كناية عن الشعب اليهودي".(4)

  وقد عبّر النائب المحافظ "بوب سيلي" عن رفضه وصول هذا الرجل الذي يتولى رئاسة حزب العمال البريطاني إلى رئاسة الحكومة قائلا: "إذا وصلنا ليوم نرى فيه (جيريمي كوربن) داخل مكتب رئيس الوزراء، فيجب بكل صراحة أن يرموننا جميعنا بالرصاص"،  وهذا الرفض القاطع يتماهى مع حملة كبرى قادها اللوبي الصهيوني في بريطانيا للحيلولة دون وصول كوربن إلى السلطة والفوز بالانتخابات التشريعية الأخيرة.  ؟

هذا التشويه الإعلامي الموجه ضد كوربن وحزبه، قد أدى في نهاية المطاف إلى فوز حزب المحافظين بزعامة "بوريس جونسون" بالأغلبية المطلقة في البرلمان البريطاني في الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخرًا. (فجونسون) صهيوني متحمس معادي "لحركة المقاطعة"، حيث عرض الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت)، مواقف (جونسون) التي تعبر عن "علاقته الحميمة" بإسرائيل حين شغر منصب رئيس بلدية لندن وذلك "بإصدار أوامر بإزالة فورية لملصقات عرضت جوانب من جرائم الاحتلال الإسرائيلي في مترو الأنفاق في العاصمة البريطانية بعد تلقيه رسالة نصيّة في هذا الشأن من رئيس حزب "يش عتيد" (يائير لبيد). وقد ادعى (جونسون) حينها في حديث صحفي: " ان حملة المقاطعة الدولية للدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط فكرة غبية"، بل إنه حاول تقزيم إنجازات حملة المقاطعة وحصرها بأوساط أكاديمية يقودها من وصفهم بـ"نفر من اليسار الجامعي الذين لا يمثلون السلك الأكاديمي أو التيار المركزي في الغرب". كما زعم رئيس وزراء بريطانيا الجديد أنه لا أثر لحركة المقاطعة في بريطانيا، وقال: "ينبغي أن يكون الشخص مجنونا حتى يشارك في مقاطعة إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تشهد تعددية وتمتاز بمجتمع مفتوح (5)

   كما نجح اللوبي الصهيوني في اختيار كير ستارمر زعيما لحزب العمال خلفا لجيرمي كوربن حيث  تعهد زعيم الحزب الجديد، بأن يتبنى جميع مطالب تجمع النواب اليهود في بريطانيا والذي يقدم نفسه بأنه الممثل الوحيد للجاليات اليهودية في البلاد، ومن بين هذه المطالب السماح بتحقيقات مستقلة في تهم "معاداة السامية والطرد المباشر لكل من يشتبه في أنه معاد لسامية.(6)

 ثانيا :ما حصل مع البرلماني البريطاني «ديفيد وارد» العام 2003، الذي لاقى حربًا لا هوادة فيها من قبل هذا اللوبي، لمجرد أنه كتب قبيل يوم من إحياء ذكرى المحرقة اليهودية «الهولوكوست» على موقعه الإلكتروني بأنه ملتزم باحترام الذين قتلوا في «الهولوكوست»، لكنه يتهم اليهود في إسرائيل «بالتسبب في بشاعات بحق الفلسطينيين…بصورة يومية»، 

ثالثا :لا يمكن إخراج قضية اعتقال مسؤول الحركة الإسلامية في الداخل المحتل سابقًا الشيخ «رائد صلاح» في يونيو (حزيران) العام 2011 من دائرة تحركات اللوبي الصهيوني في بريطانيا، 

رابعا :في مايو (أيار) الماضي، فازت برئاسة الاتحاد الوطني لطلبة بريطانيا الجزائريه «ماليا بوعطية»، ولأول مرة في تاريخ بريطانيا،   حيث كان هذا الفوز  محطة جديدة في سلسلة هجمات اللوبي الصهيوني في بريطانيا ضد شخصيات لا تروق له.فقد اعتبرت «بوعطية» من نشطاء حركة المقاطعة ضد إسرائيل، التي يجب أن تمنع من هذا المنصب؛ فدعا الطلبة لمقاطعتها، وهي أيضًا تدعو إلى سحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها.لذا اتهمتها صحيفة يديعوت أحرونوت ( بأنها تميل للكراهية والعنف والعداء للسامية ).

خامسا:   تسببت تحركات اللوبي الصهيوني في بريطانيا في مارس ( آذار) 2015 باعتذار عدد من الجامعات البريطانية عن استضافته المؤتمر السنوي الذي كان من المفترض أن يتناول «دور بريطانيا والصهيونية في تأسيس دولة إسرائيل»؛ وهو ما دفع الطلبة العرب إلى عقده في أحد الفنادق، ونقل موقع «الجزيرة نت» عن رئيس المؤتمر قوله إن اللوبي الإسرائيلي قام بالتشويش على المؤتمر وعرقلته، وذلك عبر إعطاء معلومات مضللة للجامعة التي كان يفترض أن يقام فيها المؤتمر

 سادسا:   في أكتوبر(تشرين الأول) الماضي،   نجحت ضغوطات اللوبي الصهيوني في بريطانيا، بتوجيه وزيرة التنمية الدولية «ريتي باتل» نحو تجميد المساعدات المالية المُخصصة للسلطة الفلسطينية، والتحقيق في كيفية صرف المساعدات التي تقدمها بريطانيا للفلسطينيين. وذلك بعد أن خاض هذا اللوبي عبر شخصياته البريطانية حملة تستهدف ربط هذه الأموال بتمويل «الإرهاب والتحريض»،7

 سابعا : وصل الأمر بضغط اللوبي الصهيوني في بريطانيا إلى طرح مشروع قانون ضد مقاطعة إسرائيل، يمنع بموجبه كافة الجمعيات والسلطات ومنظمات المجتمع المدني البريطاني من مقاطعة إسرائيل، وحسب ما جاء في موقع القناة السابعة الإسرائيلية، فإن (مشروع القانون الجديد المنوي طرحه من الحكومة البريطانية يمنع كافة المنظمات والجمعيات، بما فيها البلديات في بريطانيا، والتي تتلقى دعمًا ماليًا حكوميًا، من اتخاذ قرار بمقاطعة إسرائيل .8

الهوامش:

1-http://factjo.com/Articles.aspx?Id=1648

2-https://www.aldemokrati.org/details.php?artid=5991

 أوكسيد نتال أوبسرفر" ترجمة نسرين ناضر

3-https://albayan.co.uk/Article2.aspx?id=8920

4-. https://www.noonpost.com/author/2715

5- مصدر سابق 1

6- . https://www.aljazeera.net/news/politics/2020/4/4

 7- https://www.sasapost.com/israel-lobby-in-britain/

8- https://web.facebook.com/.../a.20001.../2193434380918442/...

التعليقات

اكتب تعليقًا...

التعليقات على خبر: أبرز معارك اللوبي الصهيوني في بريطانيا

حمل التطبيق الأن