وللتاريخ لسان ناطق ببطولة عبدالقادر الحسيني في العراق

وللتاريخ لسان ناطق ببطولة عبدالقادر الحسيني في العراق

  • وللتاريخ لسان ناطق ببطولة عبدالقادر الحسيني في العراق

اخرى قبل 3 سنة

وللتاريخ لسان ناطق ببطولة عبدالقادر الحسيني في العراق

 د.سالم سريه:أكاديمي وكاتب (فلسطين)

لا شك ان هناك خصوصية بارزة للعلاقة بين فلسطين والعراق وهذه العلاقة لم تكن وليدة هذا القرن بل نسجها التاريخ بخيوطه عبر مراحله الممتدة منذ 697 ق.م حتى استشهاد المرحوم صدام حسين في 30 ديسمبر 2003. ونبين ادناه الاطوار التاريخية لهذه العلاقة :  

-1 السبي البابلي الاول حيث حطم سنحاريب ملك اشور( عام 697 ق.م ) هيكل اليهود واسقط المملكة الشمالية من مملكة يهوذا وشرد اليهود واخذهم سبايا الى اشور .

2-السبي البابلي الثاني حيث حاصر الملك نبوخذ نصر مدينة أورشليم في عام 586 قبل الميلاد و دمر هيكلها و سبى عددا كبيرا من اليهود و مع هذا السبي انتهى أي وضع سياسي جغرافي لليهود في المنطقة . تمت العودة لليهود إلي أرض فلسطين مرة أخرى بعد سقوط الأمبراطورية البابلية الثانية على يد قورش الأكبر حاكم فارس في ذلك الوقت ، و الذي سمح لليهود بالعودة إلي أرض فلسطين مرة أخرى. و يعد بعض المؤرخين هذا بأنه وعد بلفور الأول و هو الأمر الذي استمد منه بلفور وعده لليهود.

وهذا يبين الحقد الصهيوني  التاريخي على العراق .لذا لم تكن صدفة تدمير العراق وآثاره في عام 2003 وانما الانتقام الصهيوني  من السبي البابلي بعد مرور 3000 عام .

 3- صلاح الدين الايوبي والقدس : دخلت قوات صلاح الدين القدس يوم 2 أكتوبر 1187 وقد بدأت بشائر تلك المعركة المباركة بزحف جيوش صلاح الدين نحو بيت المقدس، الذي بقي  اثنتين وتسعين سنة  قابعا تحت سيطرة الصليبيين الحاقدين، وضربت جيوش الناصر صلاح الدين الحصار المحكم على بيت المقدس وحررتها. وفي هذا الصدد يحاول الإسلام السياسي التركيز على الهوية الكردية لصلاح الدين واسباغ السمة الاسلاميه على بطولاته رغم انه عربي عراقي اب عن جد .

4-  عبد القادر الحسيني والعراق : يعتبر الشهيد القائد عبدالقادر موسى كاظم الحسيني  مفجر ثورة 1936 وهو الايقونة الثورية الخالدة في ضمير الشعب الفلسطيني .وفي خريف عام 1938، جرح عبد القادر موسى كاظم الحسيني  ثانية في إحدى المعارك، فأسعفه رفاقه في المستشفى الإنجليزي في الخليل، ثم نقلوه خفية إلى سورية، فلبنان. ومن هناك نجح في الوصول إلى العراق بجواز سفر عراقي. وفي بغداد عمل عبد القادر مدرساً للرياضيات في إحدي المدارس العسكرية،  ثم التحق في أول نيسان سنة 1940 بدورة لضباط الاحتياط في الكلية العسكرية مدتها ستة أشهر.  وفي أيار/ مايو سنة 1941م، وقعت الحرب العراقية البريطانية، فأيد عبد القادر ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق، وشارك مع رفاقه في قتال القوات البريطانية ،حيث شكل الفلسطينين قوة عسكرية كان عبد القادر أحد قادتها وأخذت هذه القوة مواقعها في جبهة صدر أبي غريب، ولم تنسحب منها إلا بعد انتهاء القتال العراقي-البريطاني، حيث ألقت القوات البريطانية في العراق القبض على عبد القادر، ومَثُل أمام المحكمة العسكرية البريطانية، بتهمة التعرض لزحف الجيش البريطاني، وصدر عليه الحكم بالسجن، وتحت ضغط الرأي العام العراقي والرموز الوطنية العراقية، استُبدل السجن بالنفي عشرين شهراً إلى بلدة زاخو في أقصى شمال العراق. كما مثُلت أمام المحكمة السيدة (وجيهة الحسيني) زوجة عبد القادر بحجة مساعدتها وإيوائها للثوار، وتحريضهم على القتال، وحكم عليها بالإقامة الجبرية في بيتها ببغداد مدة عشرين شهراً. وعلى أثر اغتيال فخري النشاشيبي في شارع الرشيد ببغداد، اتُهم عبد القادر بتدبير خطة الاغتيال هذه، فبقي موقوفاً في بغداد قرابة السنة بهذه التهمة .. ثم نقل إلى معتقل العمارة، وهناك أمضى ما يقرب من سنة أخرى ،حيث أفرجت الحكومة العراقية عنه في أواخر سنة 1943 .

 5 –  الحاج امين الحسيني وثورة رشيد عالي الكيلاني :أرسل الحاج امين الحسيني(مفتي فلسطين والراية الوطنية الخالدة )  إلى الكلية الحربية في الآستانة ليتخرج منها ضابطا في الجيش العثماني حيث خدم في منطقة أزمير وتزامل هناك مع مجموعة من الضباط العراقيين. التقى الحاج أمين في العراق مع زملائه القدامى بالجيش التركي والذين أصبحوا يشكلون ما يعرف بالمربع الذهبي وهم العقداء الأربعة صلاح الدين الصباغ، كامل شبيب، فهمي سعيد ومحمود سلمان.  وكان ملهمهم في ثورة رشيد عالي الكيلاني  .  وكان كل مرة يسافر باسم وبجواز سفر مختلف كانت تسهل مهمته  هذه لأن العراق  كان يمنحه الجوازات في كل الحالات بالأسماء التي يريدها لتسهيل تحركاته كقائد وطني بارز (حيث زعم نتنياهو انه هو الذي اوعز لهتلر لحرق اليهود !!) وفي بداية الستينات وبحكم العلاقة القوية بين المفتي (الحاج امين الحسيني ) وافق العراق على تشكيل وتدريب جيش التحرير الفلسطيني حيث قام الجيش العراقي بهذه المهمة في المحاويل .(واثناء الغزو الامريكي للعراق ارسل المرحوم ياسر عرفات   مقاتلين من جيش التحرير للدفاع عن العراق الحبيب كما تم محاصرة السفارة الفلسطينية في بغداد من قبل الجيش الامريكي لان افراد منها قاتلوا الجيش الامريكي وتم اعتقال بعض افراد السفارة انذاك  )

6-  الجيش العراقي وحرب 1948 : لقد كان الجيش العراقي ومعه قوات عربية اخرى  على حافة تحرير حيفا حيث تمت محاصرتها، ولكن تقدم الجيش توقف فجأة بسبب رفض القيادة السياسية في بغداد إعطاءه الاوامر للزحف وتحرير المزيد من الأرض. مما سبب ذلك ارباكا شديدا بين صفوف القوات وكان أحد الأسباب المباشرة للخسارة في الحرب هو رفض القيادة للتقدم وامرهم للقوات بالانسحاب. وقد قدرت قوات الجيش العراقي عام 1948 بـحوالي 35 الف مقاتل موزعة على ثلاث فرق يقودها اللواء عمر علي، ويخلد الفلسطينيون ذكرى الشهداء  العراقيين دائما، حيث تقع مقبرة شهداء الجيش العراقي في إحدى قرى جنين وهي جنزور (مثلث الشهداء) شمال قباطية.ويتم زيارتها كل عيد ويتم الترحم على الشهداء الابطال .

7-الجيش العراقي وحرب 73 : عندما اتخذت القيادة العراقية القرار بالمشاركة في حرب تشرين، وتحولها من دولة مشاركة إلى دولة مواجهة، وجدت هذه القيادة نفسها أمام معضلة استراتيجية تتمثل في نقل قواتها من العمق الاستراتيجي إلى العمق (العملياتي)، وتأمين الحشد في ساحة المعركة تحت ضغط عامل الزمن. لم تكن القوات العراقية محتشدة قرب الحدود السورية العراقية قبيل اندلاع الحرب، بل على العكس فقد كانت موزعة داخل الحدود العراقية وتبعد مسافة لا تقل عن (300-700) كم، كما أن على هذه القوات قطع مسافة وطريق طوله (950) كم، هذا معناه أن معظم هذه القوات ستقطع مسافة تبعد حوالي (1300) كم، كي تصل إلى خضم المعركة. فبعد ان غامر العراق بترابه الوطني من خلال سحب قواته المحتشدة بوجه  ايران شارك في المعركة التي سمع عنها بالإذاعات وحمى دمشق من السقوط وقدم العراق  836 شهيداً قبورهم مازالت موجودة في سوريا. اضافة الى مشاركة طياريه على الجبهة المصريه حيث استشهد 25 طيارا عراقيا.

8-صدام حسين وفلسطين : ان الحديث في هذا الجانب يطول .فمن نافل القول ان كل التجربه العراقيه القومية بقيادة الشهيد صدام حسين قد كانت في خدمة فلسطين .فالتأميم وبناء الجيش القومي العملاق وحربه مع المجوس الفرس والنهضه في التصنيع العسكري والثورة العلمية والاشتراكية ومحو الامية .كلها كانت سهام موجهة لهذا الكيان الغاصب .لقد كان دعمه للمجاهدين الفلسطينيين بكافة الوان طيفهم السياسي بلا حدود وهذا ليس منه وانما واجبا تفرضه المبادئ القومية التحررية التي ولد من اجل تحقيقها  .ففلسطين كانت  في اعماق وجدانه فعلا وليس قولا .لهذا قصفت اسرائيل المفاعل النووي العراقي عام 1981 .ثم جاء رد الشهيد صدام حسين بقصف هذا الكيان الغاصب ب 39 صاروخ  عام  1991.

واخيرا لا بد من انصاف العراقيين كافراد وقيادات في صفوف التورة الفلسطينيه وفي مختلف الفصائل الفلسطينية  قد قاتلوا وضحوا واستشهدوا من اجل فلسطين بلا تردد منذ انطلاقتها حتى دخولها الى فلسطين 

  فالمجد للعراق وشعبه العربي الاصيل الذي انجب كل القادة العظام من سنحاريب الى نبوخذ نصر الى صلاح الدين الى  صدام حسين .

 

التعليقات على خبر: وللتاريخ لسان ناطق ببطولة عبدالقادر الحسيني في العراق

حمل التطبيق الأن