نموذج للصمود الفلسطيني

نموذج للصمود الفلسطيني في وجه الحصار تعكس صدقيه الانتماء للوطن

  • نموذج للصمود الفلسطيني في وجه الحصار تعكس صدقيه الانتماء للوطن

افاق قبل 5 سنة

نموذج للصمود الفلسطيني في وجه الحصار تعكس صدقيه الانتماء للوطن

المحامي علي ابوحبله

يحتاج الإنسان في حياته إلى الولاء مع القناعة والحبِّ لما يقوم به من عمل أو نشاط، وهذا شعور داخلي يترجم إلى العمل بإخلاص، وقناعة وصدق، وحماس، بهدف الارتقاء بالقيم التي إليها ينتمي،وهذا هو الانتماء، والانتماء ليس نوعاً واحداً بل هو أنواع متعددة، فمنها الانتماء للدين والرسالة، والانتماء للقيم والعادات والتقاليد، والانتماء للوطن، والانتماء للصفة الإنسانيَّة في حدود معيَّنة، والانتماء للعلم، والحضارة، والحداثة، والتقدم، والانتماء للحاجات الشخصيَّة والضروريَّة، وأياً كانت هذه العناوين ومهما تعدّدت، فثمة مظاهر عامَّة تحقّق بمجموعها الانتماء حسب نوعه ومجاله

هناك عدة مواقف سلوكيَّة تعكس مظاهر إيجابيّة للانتماء، فمن ذلك إنجاز التكاليف، والقيام بالمهام المُوكَلة بدرجة عالية من الإخلاص، والصدق، والإتقان، وهذا ينسحب على عدّة أنواع من الانتماء كالانتماء الوظيفي، والانتماء، الديني، والانتماء الوطني، وغير ذلك.

إنّ للانتماء قيمة وآثار عظيمة، تنعكس على نجاح العمل وتنفيذه على أفضل وأدق وجه، مع توفُّر فرص الإبداع والريادة في تنفيذه، وترك ثمار إيجابيَّة على الفئات، أو المسمَّيات المستهدفة من العمل، وتجنُّب الوقوع في الخطأ والفشل قدر الإمكان، وهو عنوان للرقي الحضاري، يصل إليه الفرد في صحة تعلّقه بالقيم التي يحمل، والوظائف التي يقوم بها في الحياة، فلا تقدم وازدهار، وحياة صحيحة، من غير انتماء صحيح.

وصدقيه الانتماء للوطن تدفعنا حقا لان نستخلص العبر من تجارب الشعوب التي ثارت على الاستعمار والظلم وتمكنت بصدفية الانتماء والتضحية من بلوغ أهدافها وغايات شعوبها خذ مثلا الثورة الفيتنامية ضد الغزو الأمريكي وثورة المليون شهيد الثورة الجزائرية في وجه المستعمر الفرنسي وقوة الاراده التي جسدها الشهيد عمر المختار في وجه الاستعمار الايطالي ، مشاهد كثير تشكل أنموذج للصمود والتحدي في وجه الاستعمار والظلم في استعباد الشعوب

شعبنا الفلسطيني في ثورته ضد الاحتلال الإسرائيلي يضرب كل يوم معنى لهذا الصمود والتحدي وهذه الملاحم البطولية تكاد لا تنتهي ولا تنضب فكل يوم نجد إبداعات لشعبنا الفلسطيني في هذا الصمود والتحدي ، وها هو صمود شعبنا الأسطوري في وجه الحصار والخنق الاقتصادي يعطي الأنموذج للاراده الفلسطينية المصممة على رفض كل ممارسات الاحتلال ورفضها للمقايضة على الانتقاص من القرار الوطني الفلسطيني المستقل  مقابل تسهيلات ومساعدات ماليه ويرفض في الوقت ذاته الانتقاص من حقوقه ويطالب بكامل حقوقه غير منقوصة

انموذج للصمود. الفلسطيني في وجه الحصار بفعل قيام سلطه الاحتلال خصم رواتب الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من ضريبة المقاصة وفي سبيل دعم المواقف الفلسطينية والحفاظ على القرار الوطني الفلسطيني المستقل والثوابت الوطنية الفلسطينية ضمن جهود ما يبذل لمواجهه مخطط صفقه القرن وإسقاطها للحفاظ على الحقوق الوطنية وأقامه ألدوله الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس

موظف متقاعد يعلن نيته عن تبرعه بنصف راتبه التقاعدي البالغ ثلاثة الاف شيقل لدعم صمود الحكومة الفلسطينية لمواجهه الحصار المالي والحفاظ على استقلاليه الموقف والقرار الوطني الفلسطيني المستقل

المواطن الفلسطيني المتقاعد عبد اللطيف قزمار وهو إنسان بسيط لكنه صاحب مواقف وطنيه وانتماء صادق لوطنه يعشق وطنه ومحب لعمل الخير ولا يتوانى عن أن يتقدم الصفوف ليضرب المثل في التحدي والصمود ليشكل أنموذج المواطن الصادق في وطنيته و يعلن عن دعمه للمواقف الفلسطينية في مواجهه إجراءات الاحتلال ويعلن التبرع بنصف راتبه التقاعدي لدعم السلطة الوطنية الفلسطينية لمواجهه العجز الذي تعاني منه دعما لمواقفها وثباتها على الثوابت

من واجب المواطنة علينا أن نقدم الغالي والنفيس في سبيل  دعم صمود شعبنا الفلسطيني ،فحب الوطن في أبسط معانيه هوعملية تشاركية يحكمها عقد الوفاء والولاء لفلسطين الوطن والأرض والإنسان ويجب ان يتحمل الجميع مسوؤلياتة بكل صدق ووضوح وصراحة وبدون منة من احد او رياء او نفاق فالجميع علية واجب المحافظة والانتماء ارتكازا لما يتم من علاقة تحكمها المصالح للوطن والمواطن الفلسطيني ،وحب الوطن يتطلب منا جميعا الاهتمام بشأنه العام والدفاع عنه ضد كل معتد خارجي وضد كل من يريد تشويه صورته داخليا بتقصير مسئول عن تقديم خدمة مستحقة لمواطن أو تقصير مواطن في تقديم واجب مستحق للوطن. والحب، أي حب ناجح، له طرفان يتشاركان أفرع الحقوق وأذرع الواجبات، وصحيح أن الفرد منا يجب أن يسأل نفسه ماذا قدم لوطنه قبل السؤال عما قدم له الوطن، صحيح أيضًا أن السؤال أولا عن الواجبات والمسؤوليات ثم عن الحقوق والمطالب، إلا أنها في النهاية علاقة متكافئة متوازنة تتيح للحب بينهما أن يتفتح ولمستقبلهما أن ينمو ويزدهر، أي خلل بين أركان هذه المعادلة، بوعي أو بدون وعي ومن أي طرف منهما، يعود ضرره على الطرفين معا. ليست هذه صورة مثالية بل هي الصورة الواقعية المعاشة في كل دول وأوطان العالم منذ تكونت الأوطان ونشأت الدول، سماها بعضهم العقد الاجتماعي ودعاها آخرون دولة الرفاه واكتفى قلة بوصفها علاقة منفعة روحية ومادية بين الوطن والمواطن.

فمن حق الوطن علينا المحافظة على ماله العام والغيرة على ممتلكاته ورعاية منجزاته، من حق الوطن الفداء له دفاعًا عن حدوده وتثبيتًا لمصالحه، من حقه علينا العمل فرادى وجماعات للرفع من شأنه والمساهمة في تنميته وأعماره ومن حقه علينا أن نكون مواطنين صالحين للنعمة شاكرين ومقدرين وقبل ذلك راعين ومقدرين ، من حق المواطن على وطنه أن يجد لقمة العيش النظيفة والمهنة الشريفة والعناية الصحية والاجتماعية وان تحقق له الفرص بكل عدالة ومساواة وان يكون العمل والعطاء والوفاء لمقدار ما يقدمه المواطن لوطنه لا أن تكون مبادي المحسوبية والواسطة هي المقياس فالجميع شركاء في حب الوطن ويجب ان تكون مكتسبات الوطن متاحة للجميع بحرية وعدالة .

ان لوطننا علينا حق وما نقدمه هو واجب في سبيل تدعيم الموقف والثبات الفلسطيني ورفض كل محاولات مساومتنا ومقايضتنا على حقوقنا والانتقاص منها من خلال مقايضه المال بالمواقف والحقوق .علينا جميعا ان نتكاتف ونتعاضد في سبيل دعم قضيتنا الوطنيه المحقه في سبيل الحفاظ على ثوابتنا الوطنيه الفلسطينيه ، وهذا بالفعل ما عكسته الردود على انموذج الصمود والتحدي لموقف الموظف المتقاعد البسيط عن تبرعه بنصف راتيه وان كان هناك تباين في الردود الا انها اجمعت على قاسم مشترك الا وهو ان حب الوطن يجمعنا وان اختلفت الاجتهادات ولسان حالنا يقول يجب  محاربة الفساد ومحاربة البرجوازية الوظيفية والمحاباة  وضرورة تحقيق العدل والمساواة بين الجميع ووقف كل حالات الهذر للمال العام وترشيد النفقات فالاوطان لا تبنى بمظاهر خادعه ونحن شعب تحت الاحتلال وهذا ما يتطلب بذل الجهود من اجل التحرير والتحرر من الاحتلال

 

التعليقات على خبر: نموذج للصمود الفلسطيني في وجه الحصار تعكس صدقيه الانتماء للوطن

حمل التطبيق الأن