وترفع شعار لا للتورط لا للتنازل

إسرائيل تخشى التورط في مستنقع غزه وترفع شعار لا للتورط لا للتنازل

  • إسرائيل تخشى التورط في مستنقع غزه وترفع شعار لا للتورط لا للتنازل

افاق قبل 5 سنة

إسرائيل تخشى التورط في مستنقع غزه وترفع شعار لا للتورط لا للتنازل

الخسائر الاقتصادية اعتبار مركزي إسرائيلي لوقف العدوان

المحامي علي ابوحبله

جولة جديدة من جولات العدوان الإسرائيلي على قطاع  والعدوان الإسرائيلي الجديد في السياق العام للمواجهة ، خصوصاً في ظلّ استمرار الممارسات العدوانية التي يعتمدها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ، محاولة إسرائيل الاستفراد بالشعب الفلسطيني هو بفعل الهرولة العربية للتطبيع مع إسرائيل  وتخلّي غالبية المحيط العربي عن الفلسطينيين، لم يثنيهم هذا الموقف عن خيار المقاومة والتصدي للعدوان والحصار  الذي يستهدف تهويد فلسطين وفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني ، التصعيد الأخير يأتي نتيجة إصرار الاحتلال  الإسرائيلي على خنق قطاع غزة ،وا لضغط على سكانه لإخضاعهم ضمن جهود تبذل للترغيب والترهيب للقبول بصفقة القرن  بحيث لا تختلف الممارسات الاسرائيليه عنها في الضفة الغربية

هذه الجولة من التصعيد ، التي وصفها رئيس أركان جيش  الاحتلال الإسرائيلي آفيف كوخافي بـ«الأيام القتالية»، باتت واقعة بعدما أظهرت إسرائيل تصميماً على عرقلة التسهيلات في المعابر، وإجراءات زيادة تزويد القطاع بالكهرباء، امتداداً إلى بقية جوانب الحصار، إلى جانب محاولات الاحتلال المتكررة فرض معادلات ردع تطلق يده في مواجهة غزة. في المقابل، تهدف قوى  المقاومة إلى إسقاط هذه التي يسعى الاحتلال لتحقيقه ، وان مواجهة قوات الاحتلال هو في سبيل افشال الضغوط التي يمارسها على الشعب الفلسطيني ، وإفشال سياسة الابتزاز التي ترتكز على محاولة نزع سلاح المقاومة ومقايضته برزمة التسهيلات الموعودة وفق التفاهمات التي تم التوصل إليها بالرعاية المصرية وتتهرب حكومة نتنياهو الالتزام بتحقيقها وفق الجدول الزمني المحدد للتنفيذ   بمقومات الحياة من غذاء ودواء وغيرهما.

بنيامين نتنياهو المكلف بتشكيل حكومة جديدة يعيش ، وضعاً معقداً؛ فلا هو مستعد لتقديم تنازلات بمستوى رفع الحصار أو ما يقرب من ذلك، لحسابات تتصل بمعادلات الصراع مع  الفلسطينيين وأخرى داخلية، ولا هو مستعد لاتخاذ قرارات تورّط إسرائيل في مواجهة مفتوحة مع غزة. إرباكٌ ولّده إخفاق جيش العدو في إخضاع  غزه وردعها عن الرد، وثنيها عن خيار الدفاع عن حقها المشروع في المقاومة  والسعي إلى رفع الحصار. وقد حضر هذا التعقيد لدى العديد من المراقبين الإسرائيليين، فمنهم من قال إن «حماس تعرف أن نتنياهو غير معني بحرب ستكون بلا طائل، لكن رئيس الحكومة يرفض أيضاً اتخاذ قرار قيادي. خياراته واضحة أكثر من أي وقت مضى. يقول له كل قادة الأجهزة الأمنية من الممكن التوصل إلى اتفاق طويل مع غزة، ولكن يكمن في ذلك ثمن مؤلم». ويؤكد آخر أنه «ليس لدى نتنياهو أي حل لغزة، وليس لديه مفهوم حول ما يفعل مع غزة، والأمر الوحيد الذي يريده هو تخليد الوضع القائم».

جولة التصعيد الجديدة للعدوان الإسرائيلي على غزه  فرضت معادلات جديد ، بالنسبة إلى  إسرائيل ، بدا التصعيد ضرورياً من أجل رفع مستوى الضغوط، أملاً في استعادة الهدوء، وذلك استناداً إلى تقدير مفاده أن مصلحة الطرف المقابل هي عدم التدحرج نحو مواجهة مفتوحة، وأن ما يريده في هذه المرحلة رفع الحصار أو على الأقل التخفيف منه. وهو ما تجلّى في حديث نتنياهو ضمناً عن استعداده للتوصل إلى اتفاق ما يعيد الهدوء، عندما قال: «نعمل وسنواصل العمل من أجل إعادة الهدوء والأمن إلى سكان الجنوب»، الأمر الذي يعني أن تصعيده يبقى محصوراً في محاولة تعزيز أوراقه في المفاوضات التي يقودها الطرف المصري. وعلى رغم محاولته الظهور بمظهر المبادر بإعلانه أمام الحكومة توجيهاته إلى الجيش بـ«مواصلة الهجمات المكثفة» ضد القطاع وحشد قوات المدرعات والمدفعية وسلاح المشاة حوله، إلا أن نتنياهو لم يستطع أن يخفي حجم القيود التي تكبّل عملية صناعة القرار الإسرائيلي.

من جهة أخرى، ومع أن التقارير الإسرائيلية تشير إلى أن تل أبيب تتهم حركة «الجهاد الإسلامي» بالتسبب في جولة القتال الحالية، عبر قنص أحد  جنود الاحتلال ، رداً على اعتداءات جيش  الاحتلال ضد المتظاهرين الفلسطينيين، إلا أن الاحتلال يركز في خطابه واعتداءاته على «حماس». وفي ترجمة لذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن «استهداف مقرّ كتائب القسام كان بقرار من الأعلى، وليس نتيجة ردّ فعل فوري من طرف القيادة في منطقة غزّة». وفي الإطار نفسه، يندرج حديث نتنياهو أمام الحكومة عن أن «حماس تتحمل المسؤولية ليس فقط عن الهجمات والنشاطات التي تقوم بها، بل أيضاً عن نشاطات الجهاد الإسلامي، وهي تدفع ثمناً مؤلماً جداً لذلك»، في محاولة لإحداث شرخ بين القوى والفصائل الفلسطينية .

وفيما رأى المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أن «مستوى التنسيق بين حماس والجهاد ليس واضحاً تماماً: هل قادت حركة الجهاد التصعيد الأخير منفردة أم أن حماس تستعين بالجهاد لإرسال رسائل لإسرائيل من دون تحمّل مسؤولية عن ذلك»، اعتبر المعلق العسكري في صحيفة «معاريف»، طال ليف رام، أن «الجهاد الإسلامي وحماس يعملان معاً بتنسيق غير مسبوق في جولات تصعيد سابقة»، وأن هذا الأمر يجعل ادعاءات الجيش «موضع شك». وأضاف ليف رام أن «جاهزية حماس للانتقال بسرعة إلى شن هجوم وخوضه مع قيادة الجهاد ينبغي أن تضع مرة أخرى تحدياً أمام تقدير الوضع لدينا، الذي استند بالأساس إلى أن الجهاد تسعى إلى حرب لا تريدها حماس».

الانطباع العام المتبلور في الساحة الإسرائيلية هو أن جولة التصعيد الحالية ستنتهي قريباً. ويستند هذا التقدير إلى مجموعة قيود تفرض نفسها على مؤسسة القرار السياسي والأمني، على رأسها إخفاق جيش الاحتلال  في ردع  قوى وفصائل المقاومة، وإدراكه محدودية خياراته. ويتعزز هذا التقدير مع اقتراب موعد احتفالات إسرائيل بيوم «استقلالها»، في إشارة إلى يوم إعلان «دولة» إسرائيل، وانطلاق مسابقة «اليوروفيجن» الأسبوع المقبل. في كل الأحوال، يبقى هاجس صواريخ المقاومة المنتشرة في غزة، والقادرة على استهداف وسط إسرائيل والمدن الرئيسية، الأكثر حضوراً في وعي القيادة الإسرائيلية وحساباتها.

المعادلات التي فرضت نفسها في جولة التصعيد الجديدة  وارتداداتها على إسرائيل ودول إقليميه عكست واقع جعلت نتنياهو يقبل بالجهود المصرية والقطرية حيث   قالت هيئة البث الإسرائيلية ، إن "مصر وقطر تنجحان في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة ويدخل حيز التنفيذ منتصف الليلة".

 وفي معرض  تبريره للقبول بوقف إطلاق النار " قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صباح اليوم الاثنين إن المعركة في قطاع غزة مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي لم تنته بعد، مؤكدا أنه يستعد للمراحل القادمة بهدف توفير الأمان لسكان الجنوب.

ونقل المتحدث باسم نتنياهو أوفير جندلمان تصريحات رئيس الوزراء حيث قال "ضربنا حماس والجهاد الإسلامي بقوة كبيرة خلال اليومين الأخيرين، ضربنا أكثر من 350 هدفا واستهدفنا قادة الإرهاب وعناصره ودمرنا أبراج الإرهاب".

وأضاف نتنياهو "المعركة لم تنتهِ بعد وهي تتطلب الصبر والرشد، نستعد للمراحل القادمة، كان الهدف ولا يزال ضمان توفير الهدوء والأمان لسكان الجنوب".

وتبقى الاحتمالات مفتوحة وابواب الصراع لم تنته وجولات الصراع قائمه بانتظار صفقة القرن وانعكاسها على واقع المنطقه برمتها 

التعليقات على خبر: إسرائيل تخشى التورط في مستنقع غزه وترفع شعار لا للتورط لا للتنازل

حمل التطبيق الأن