لا "يقوّص" جبران إلاّ على العالي؟!

لماذا لا "يقوّص" جبران إلاّ على العالي؟!

  • لماذا لا "يقوّص" جبران إلاّ على العالي؟!

عربي قبل 5 سنة

لماذا لا "يقوّص" جبران إلاّ على العالي؟!

منذ أن أطّل الوزير جبران باسيل على الساحة السياسية، أي قبل أن يدخل "الجنّة الوزارية"، وقبل أن يفرضه العماد ميشال عون، وقبل الرئاسة، رقمًا صعبًا في المعادلتين المسيحية - المسيحية، والمعادلة السياسية على مستوى الوطن، حين قالها بالفم الملآن "إما أن يوزّر جبران أو عمرا ما تكون حكومة"، فكان له ما أراد.

 

ومنذ ذاك الحين أصبح إسم جبران باسيل مرادفًا لأي حكومة، بمعنى أن من في يده أمر تشكيل الحكومات يعرف تمام المعرفة أن أي حكومة لا يكون فيها "الصهر" وزيرًا لن تبصر النور، مع العلم أن تشكيل الحكومات لم يعد كما كان في الماضي، إذ بات يتطلب ذلك "جمعية أمم" لحلحلة العقد.

 

وكما على الساحة الوطنية، كذلك الأمر على الساحة المسيحية فقد إستطاع العماد عون أن يؤمّن لصهره حيثية داخل "التيار الوطني الحر"، عندما مهّد له الطريق إلى ترؤوس أكبر تيار سياسي مسيحي، بعدما أزال من أمامه كل الألغام الإفتراضية، بإستثناء قلة لم تنصع لـ"الاوامر"، ومن بينهم أبناء شقيق "الجنرال" نعيم وجوزف، وعدد من "الحرس القديم"، الذين قام التيار على أكتافهم، وهم عادوا للتحرك اليوم، بعد المواقف التي إتخذها باسيل، أولًا على الصعيد الحزبي الداخلي، وثانيًا في ما خصّ مخصصات العسكر، سواء اؤلئك الذين لا يزالون في الخدمة أو الذين تقاعدوا بعدما أدوا قسطهم للوطن.

 

وفي مراجعة سريعة لمواقف الوزير باسيل منذ أن أطّل على الساحة السياسية يتبين أن الرجل لا يعرف أن يقوّص على الأرجل، بل يتعمد إستهداف الرؤوس لكي تفعل "رصاصاته" فعلها، فنراه تارة يعادي الرئيس نبيه بري ويتوجه إليه بنعوت لم يسبقه إليها غيره من قبل، ويهاجم وليد جنبلاط ويتحدّاه في "عرينه"، ولا يتوانى عن إنتقاد "حزب الله"، ولو بدوزنة متقنة، ويخاصم سليمان فرنجيه، على رغم أن بينهما مشروعًا سياسيًا مشتركًا في الإستراتيجية، ولكنه يبقى المنافس العنيد، الذي يهدّد "عرش جبران الرئاسي"،  ويعادي سمير جعجع على رغم ما بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" من ورقة نوايا وتفاهم لم يكن له مفاعيل سوى المساهمة في إيصال العماد عون إلى بعبدا.

 

وبغض النظر عمّا تركته مواقف الوزير باسيل الأخيرة حول "السنّية السياسية" من ردود فعل مختلفة من داخل الطائفة السّنية ومن خارجها، فإن أوساطه تؤكد، وكما في كل مرّة، أن ما أعلنه قد شُوه، مضمونًا وشكلًا، خصوصًا أن ثمة "اوركسترا" في حال جهوزية دائمًا لتحويل "الحبة إلى قبة"، وذلك في حملة مبرمجة وتهدف إلى تشويه صورته، مشدّدة على هذه الحملة لن تؤّثر على "التسوية الرئاسية".

 

 

في المقابل، يقول بعض الذين قرأوا في كلام باسيل تخطّيًا لروحية إتفاق الطائف، إن ما يعلنه من مواقف، سواء في السرّ أو العلن، تستفزّ الكثير من اللبنانيين، الذين يرون في خطابه المتدرج ما يخدم الذين يتحينون الفرص لقلب طاولة الطائف على رؤوس الجميع، وهم لا يستبعدون أن تكون هذه المواقف التي تصدر عن رئيس أكبر تيار سياسي تمهيدًا لخطوات مستقبلية منسّقة سلفًا.

 

المصدر: خاص لبنان 24

 

التعليقات على خبر: لماذا لا "يقوّص" جبران إلاّ على العالي؟!

حمل التطبيق الأن