مطلوب موقف وقرار استراتيجي فلسطيني

مطلوب موقف وقرار استراتيجي فلسطيني للخروج من المأزق  السياسي لمواجهة صفقة القرن

  • مطلوب موقف وقرار استراتيجي فلسطيني للخروج من المأزق  السياسي لمواجهة صفقة القرن

افاق قبل 5 سنة

مطلوب موقف وقرار استراتيجي فلسطيني للخروج من المأزق  السياسي لمواجهة صفقة القرن

المحامي علي ابوحبله

بحقيقة المخاطر التي تتهدد القضية الفلسطينية ومحاولات الانتقاص من الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وإسقاط حق العودة إدارة ترمب تسرع  الخطى نحو تحقيق هدفها وتمرير مخططها وهي لا تدخر جهدا في ممارسة الضغوط على الفلسطينيين ودول عربيه بينها الأردن  ومحاصرتهم اقتصاديا للقبول بصفقة القرن ،

ان حالة الجمود التي تنتاب الواقع السياسي في الأراضي الفلسطينية تلقي بظلالها على جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية  وانسداد الأفق أمام أية بوادر  للحلة الوضع السياسي والعودة الى طاولة المفاوضات بفعل قرار ترمب الاعتراف في القدس عاصمة لإسرائيل ومحاولات فرض أمر واقع فيما يتعلق بالاستيطان والتهويد ويهودية ألدوله

 لقد استنفذت جميع الوسائل لإنجاح المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي، وعقد اتفاق يفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي المحتلة عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، إلى جانب دولة “إسرائيل”، وحل باقي قضايا الوضع النهائي وخاصة قضية اللاجئين والمستوطنات والمياه، خصوصا أمام القرارات الأمريكية التي قضت على كل احتمالات التوصل إلى اتفاق تسوية، وباتت  السلطة الفلسطينية تدرك أنها اليوم سلطه  بلا سلطة فعلية، وتحولت بذلك إلى مجرد موظف ينجز ما ألقي على كاهله من مسؤولية،  وفي حال قبلت بسياسة الأمر الواقع  فإنها تبحث عن قشة نجاة لضمان بقائها بغض النظر عن الثمن.

خطة صفقة القرن لا تحمل أية حلول جذريه للصراع الفلسطيني الإسرائيلي  والحلول  المطروحة مرحليه وتحمل أبعاد اقتصاديه بغلاف أنساني وهذه الحلول كما سابقاتها تبتعد عن   جوهر القضية وضمن محاولات ترسيخ  الاستيطان وفرض أمر واقع على العرب والفلسطينيين للقبول والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقبول الاستيطان وانتزاع أجزاء واسعة من أراضي الضفة الغربية الأمر الذي يرفضه الفلسطينيون والعرب وبخاصة الأردن  بالمطلق

المجتمع الفلسطيني  والعربي  مل الأطروحات ومل هذا الفكر السياسي العبثي لافتقاده للمصداقية لان مثل هذه الأطروحات ليست إلا لتسويق  حلول مصلحيه انيه وخصوصية هي بحقيقتها بعيده كل البعد عن ما يتطلع إليه الشعب الفلسطيني وما يسعى لتحقيقه طيلة عشرات السنين من عمر ثورته الفلسطينية وتمسكه بالمقاومة كخيار استراتيجي حتى تحقيق ونيل أهدافه بالحرية وحق تقرير مصيره وأقامه دولته المستقلة وعاصمتها القدس .

لا نغالي القول أن الشعب الفلسطيني هو الآن بغاية الإحباط من هذا الطرح السياسي وهذا الفكر السياسي وهذا الانقسام الفلسطيني وهذا التمحور والتخندق الذي أوصلنا الى ما نحن عليه اليوم .

المفاوضات التي اعتبرها البعض هي اقصر الطرق للوصول للحق الفلسطيني لم توصلنا إلى ذلك للأسف بل المفاوضات العبثية استغلت من اجل استكمال المشروع الصهيوني لضم القدس والتوسع الاستيطاني ،ونحن نختلف في المواقف والرؤى ما بين المفاوضات والمقاومة علينا العودة إلى التاريخ ومسلسل الأحداث وصولا إلى ما يجب أن يكون عليه الموقف الفلسطيني ولنبدأ من تاريخ الانتداب البريطاني على فلسطين ولنعود إلى نصوص  بعض من مواد  قانون صك الانتداب البريطاني والتي جاء فيها ( يجب وضع البلاد تحت ارمه سياسيه واقتصاديه واجتماعيه وأخلاقيه خانقه لتكريس إقامة الوطن الإسرائيلي فوق فلسطين ) من هنا بدأت مؤامرة تهويد فلسطين ومن هنا بدأت ملامح إقامة إسرائيل على ارض فلسطين ونحن نستعرض التاريخ الفلسطيني ونستعرض الخلافات الفلسطينية التي أنهت المقاومة الفلسطينية في الثلاثينات والأربعينات والتي ابتدأ ت بالوحدة وانتهت بالخلافات ولنا في المجلسيين والمعارضين ،وها هو التاريخ يعيد نفسه بهذا الشرخ وهذا الانقسام الذي تشهده الساحة الفلسطينية ودعونا نعود إلى تاريخ خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت والانشقاقات التي تمت في حركة فتح ثم تلك الانشقاقات التي تمت في بعض التنظيمات الفلسطينية وجميعها أدت الى إصدار وثيقة الاستقلال في مؤتمر الجزائر عام 1988 ، وهذه أدت بنا اتفاق أوسلو

ظن البعض أن اوسلوا سيحقق الهدف والغاية الفلسطينية بعد عملية الالتفاف على مدريد وتم إنشاء أول سلطه وطنيه فلسطينيه بعد نكبة فلسطين عام 1995 وتم بعد ذالك مسلسل الاتفاقات التي تفرعت عن اوسلوا التي ابتدأت بغزه أريحا اولا ثم تفرعت باتفاقات القاهرة الامنيه والتنسيق الأمني إلى إعادة الانتشار وصولا إلى طريق مسدود بعد معركة النفق اثر الحفريات تحت المسجد الأقصى أنهاه المرحوم الملك حسين باتفاق وأي ريفير

وبعد ذالك واي بلانتيشين الى كامب ديفيد الى طابا الى تقرير ميتشيل وصولا اليوم إلى ما أصبح يعرف بخارطة الطريق وما تفرع عنها مؤتمر انابوليس

وصولا إلى ما أصبح يعرف بصفقه القرن التي تعكف اداره ترمب الى إعدادها وبموجبها تنهي الاداره الامريكيه القضية الفلسطينية وتنهي الحق التاريخي للشعب الفلسطيني بأرض وطنه فلسطين وان أمريكا ترمب لا تتعامل مع إسرائيل ككيان قائم على حساب حقوق الغير بقدر ما تعتبره ولاية امريكيه يجب تقديم الدعم لها لتصبح لها اليد الطولي للإرهاب الأمريكي في المنطقة

ونحن نستعرض تلك المحطات هذه نجد اننا قد وقعنا في فخ الصراع الإقليمي في ظل وضع عربي متردي ،هذه المواقف جميعها تجعلنا فعلا في متاهة كبيره وتجعلنا أمام حقيقة ما وصلنا إليه  من انقسام في المواقف الفلسطينية وخلافات عربيه  

هذا الوضع أعادنا بالفعل إلى التاريخ الفلسطيني تاريخ الخلافات والتمحور والتخندق بدءا من ثورة 36 والى يومنا هذا

بحيث وجدت إسرائيل ضالتها اليوم في هذا الخلاف ونحن نجسد الوضع السياسي ونكيفه على ارض الواقع نجد أننا دخلنا إلى مفترق طريق منذ اوسلوا ولغاية الآن من خلال :-

أولا:- إن القبول بأمر واقع الاستيطان في الضفة الغربية وقبولنا  بتأجيل القدس والاستيطان وحق العودة للمرحلة النهائية من المفاوضات أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لتجسيد هذا الواقع على الأرض والذي تجسد بأمر مصادرة الأراضي وتوسيع الاستيطان وتهويد القدس وصولا الى قرار ترمب اعتبار القدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة الامريكيه للقدس .

وهذا الوضع دعا السفير الأمريكي ديفيد فريدمان  وكوشنير وغرينبلات   لتهديد الفلسطينيين للعودة إلى المفاوضات. لنفاوض إسرائيل على حقوقنا وبالتالي تحويل القضية الفلسطينية من قضية حقوق إلى قضية تنازع على الأراضي وهذا هو اخطر ما يسعى. السفير الامريكي فريدمان وكوشنير وغرينبلات  لتحقيقه من عملية التفاوض

إسرائيل اتخذت من وسائل محاصرتها للفلسطينيين وإقامة الحواجز وكذالك من قضية المعتقلين والانقسام الحاصل بين الفلسطينيين ومحاصره غزه  ومصادرة أموال الأسرى والشهداء من ضريبة المقاصة وسيله من وسائل تهربها من الاستحقاقات المطلوبة وجنوحها إلى التفاوض على تلك التي اتخذتها ذريعة في إجراءاتها التعسفية والغير قانونيه كما وان فرض الأمر الواقع للجدار العنصري ما جعلها تتمتع بميزة فرض أجندتها على هذا الواقع الجغرافي والديموغرافي للاستيطان الغير شرعي

ثانيا:- ان قبولنا بخارطة الطريق كأساس للتفاوض بعد أن تم نسخ جميع الاتفاقات ولنقل تجاوزها وضعنا امام معادلة الأمن الإسرائيلي وبتجاوز الأمن الفلسطيني ووضعنا في زاوية ان المقاومة إرهاب ما جعل السلطة الوطنية الفلسطينية تحت عبئ الضغط الأمريكي والإسرائيلي تحت مسمى محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن للإسرائيليين ما أضاف عبئ جديد على السلطة الوطنية والمفاوض الفلسطيني وهذا جميعه أوصلنا للمراد والمبتغى والمسعى الأمريكي لما بات يعرف بصفقه القرن

رابعا:- دخولنا لعملية التفاوض وبدون برنامج محدد ما جعل إسرائيل تتمتع بميزة فرض أجندتها في عملية التفاوض ودخولنا إلى مؤتمر انابوليس ورفض إسرائيل ومساندة أمريكا لإسرائيل في موقفها الرافض للتوصل لوثيقة إطار محدده بجدول زمني للمفاوضات وتحديد شروط التفاوض منح إسرائيل وبعد انابوليس حرية ألمناوره والاستمرار في إجراءاتها التهويديه لأجزاء كبيره من الأراضي الفلسطينية المحتلة

خامسا:- إن محاولة أمريكا من خلال مبعوث الرباعيه الدوليه توني بلير بمقايضة السياسة بالاقتصاد ومقايضة الحقوق بالمال أمر تم رفضه وتعود النغمة من جديد لفرض مقايضه الحقوق بالاقتصاد والإصرار الأمريكي الإسرائيلي وفق ما يروج له عبر خطه القرن  وجسدته ورشة البحرين للازدهار  الاقتصادي وهو استنساخ للقرارات والمواقف السابقة وجميعها تتطلب من الفلسطينيين الإذعان لشروط العملية السلمية المتمثلة. بمقايضه الحقوق الوطنية الفلسطينية بتحسين شروط المعيشة ورفض إسرائيل الانسحاب التام والكامل من كافة الأراضي التي احتلتها في الرابع من حزيران عام 67

سادسا:- هذا الموقف الأمريكي من عملية التفاوض وإصراره من خلال تصريحات سابقه لوزيره الخارجية الامريكيه السابقة رايس والتي تقضي بتحسين الحياة للفلسطينيين والتي تتكرر فيها المواقف من قبل وزير الخارجية الأمريكي بومبيدو الأمر الذي على الجانب الفلسطيني رفضه. ومقاومته ورفض مقايضة حقوقه الاساسيه بمثل هذه التصريحات التي. باتت مخطط صهيو امريكي يعبر عن نفسه بمخطط ومضمون صفقه القرن وتهدف إلى فصل القدس والاستيطان عن المفاوضات ضمن سياسة فرض أمر واقع

من هنا وعلى ضوء كل ذالك والى ما وصلنا اليه من استمرار للعدوان والقتل واستباحة الأرض والدم الفلسطيني فلا بد من موقف فلسطيني موقف جاد وملتزم تجاه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وتتمثل في :-

اولا:- ضرورة إنهاء هذا الخلاف والانقسام الفلسطيني وبضرورة توحيد الوطن بكل ما يعني التوحيد من كلمه وبوقف كل الحملات المغرضة وتغيير لهجة الخطاب الفلسطيني لتصب في قناة الوحدة الوطنية الفلسطينية

ثانيا:- ضرورة الاتفاق بين كافه القوى والفصائل الفلسطينية على برنامج سياسي شامل يضمن عملية الإصلاح الداخلي وترتيب البيت الفلسطيني وفق معيار المصلحة الوطنية وليست المصلحة الفصائليه أو الحزبية وبناء المؤسسات التي انتمائها لكل الوطن وليس لهذا الفصيل او ذاك على ضوء ما حصل من انقسام

ثالثا:- العودة بالحوار الوطني وإعادة بناء منظمة التحرير ومشاركة الجميع فيها وفق معيار المصلحة الوطنية

رابعا:- لا بد من رفض كل تلك المحاولات التي تصف المقاومة بالإرهاب والإصرار على حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الإرهاب بكل الوسائل والسبل طالما بقي الاحتلال جاثم على صدورنا وأرضنا .

خامسا:- لا بد وبعد كل ذالك من وضع الإستراتجية الفلسطينية هذه ألاستراتجيه التي تضع المصالح الوطنية الفلسطينية في سلم أولوياتها وتضع خطه وطنيه لكيفية مواجهة مخطط تصفيه القضية الفلسطينية.وفي مقدمتها إفشال مخطط صفقه القرن ورفض التفاوض على بنودها وما تتضمنه من محاولات مقايضه الحقوق الوطنية الفلسطينية بشروط تحسين الحياة المعيشية وتحسين الاقتصاد وفق الشروط للمحتل والذي يرغب بالإبقاء على هيمنته على مقدرات شعبنا الفلسطيني

إن أي عوده للمفاوضات تتطلب وضع برنامج وطني فلسطيني يعتمد على كيفيه إدارة التفاوض مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي تتطلب. كشرط مسبق العودة إلى مقررات الشرعية الدولية والتي تعتبر القدس ارض محتله وتعتبر الاستيطان غير شرعي وضرورة أزاله جدار الفصل العنصري هذه يجب أن تكون الشروط التي تسبق أي مفاوضات ومحدده جميعها بجدول زمني وإلا فان كافه الخيارات يجب ان لا تسقط من صانع القرار ضمن ألاستراتجيه الفلسطينية المنوه عنها ضمن ألخطه الوطنية الفلسطينية المتفق عليها للخروج من مأزق ما نعاني منه

يبقى الرهان دائمًا على الشعب الذي أثبت استعداده الدائم للعطاء، وعلى طلائعه الواعية، التي عليها التحرك للضغط وفرض إرادته وبعث الوطنية الفلسطينية. وهو رهان يستند إلى تاريخ الصراع الطويل الذي شهد رغم الأهوال والتضحيات ثورة وراء ثورة وانتفاضة وراء أخرى وصمودًا أسطوريًا، وإلى الميراث الوطني  للفلسطينيين   من مختلف الأطياف، والأخذ بكافة  الأبعاد العربية والإنسانية التحررية.

 

 

التعليقات على خبر: مطلوب موقف وقرار استراتيجي فلسطيني للخروج من المأزق  السياسي لمواجهة صفقة القرن

حمل التطبيق الأن