توصيات مؤتمر هرتسيليا التاسع عشر بين الخيارات والبدائل

قرائه معمقه في توصيات مؤتمر هرتسيليا التاسع عشر بين الخيارات والبدائل

  • قرائه معمقه في توصيات مؤتمر هرتسيليا التاسع عشر بين الخيارات والبدائل
  • قرائه معمقه في توصيات مؤتمر هرتسيليا التاسع عشر بين الخيارات والبدائل

افاق قبل 5 سنة

قرائه معمقه في توصيات مؤتمر هرتسيليا التاسع عشر بين الخيارات والبدائل

المحامي علي ابوحبله

يعتبر مؤتمر هرتسليا الذي يقام سنويًا في معهد الدراسات المتعددة المجالات (IDC) في مدينة هرتسليا، والذي تقيمه مؤسسة الدبلوماسية والدراسات الإستراتيجية، أحد أهم المؤتمرات في إسرائيل، وأحد أهم الأماكن التي تحدد فيها السياسة الإسرائيلية والإستراتيجيات المختلفة، وبه أيضًا تقاس نجاعة السياسات السابقة والخطوات التي أخذت.

وكان ما قاله مدير الأبحاث في قسم السياسة والإستراتيجية في المعهد، يسرائيل ألتمان، أول تصريح رسمي لأهداف هذا المؤتمر، إذ قال في المؤتمر الخامس إن 'هذا المؤتمر يحدد جدول الأعمال الإستراتيجي للدولة العبرية، ويشكل المؤتمر مرجعية للبحث في السياسات العملية وتحديد الأولويات للمشروع الوطني الصهيوني'.

ويجمع المؤتمر كبار القادة السياسيين والعسكريين والأمنيين الإسرائيليين ومختلف النخب الأكاديمية والثقافية، بالإضافة إلى مشاركة عربية مثيرة للجدل سنويًا، بالإضافة إلى مشاركة مسئولين من مختلف دول العالم، مثل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، ويختلف موضوع البحث من عام لآخر، لكنها تصب بالنهاية في فحص مصالح دولة إسرائيل بمختلف المجالات، منها السياسية والدبلوماسية والعسكرية والإستراتيجية والاقتصادية.

والمستهجن في الأمر مشاركة مثقفين وأكاديميين فلسطينيين وعرب في أبحاث تتعلق في الأمن الإسرائيلي وتندرج ضمن سياسة التطبيع مع إسرائيل

وقد أنهى مؤتمر هرتسيليا الإسرائيلي السنوي التاسع عشر أعماله، وسط حضور شخصيات سياسية وعسكرية بارزة، وكان لافتا مشاركة السفير المصري في تل أبيب، ومسئولين أمريكيين، وقدمت جميعها ما اعتبرته تشخيصا لواقع الدولة، واستشرافا لتحدياتها المستقبلية، داخليا وخارجيا.

وقد ركز المؤتمر أعماله هذا العام على مسائل الأمن القومي، وطرح أسئلة من قبيل: هل تنتصر إسرائيل في الحرب القادمة؟ هل توجد تصدعات في الإجماع الأمريكي حول دعم إسرائيل؟ هل تجاوزنا نقطة اللاعودة نحو قيام الدولة الواحدة؟

كما ناقش المؤتمر عددا من التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه إسرائيل، مثل إيران، وإمكانية أن نعيد الجني إلى القمقم، والنزاعات القائمة بين القوى العظمى، وهل تصبح روسيا مستقبلا حليفا أم منافسا في تدخلاتها الإقليمية المتزايدة في الشرق الأوسط؟ وكيف تؤثر التغيرات الحاصلة في القارة الأوروبية على إسرائيل؟

وتناول المؤتمر التحديات الداخلية التي تواجه المجتمع الإسرائيلي، منها: هل انتهى عهد دولة القانون والديمقراطية في إسرائيل؟ كيف يمكن مواجهة الشروخ الداخلية بين الإسرائيليين؟

البروفيسور أوريئيل رايخمان، رئيس ومؤسس معهد هرتسيليا، قال إنه "عشية دورة انتخابية إسرائيلية ثانية خلال نصف عام، يبدو أن المنظومة السياسية والحزبية الإسرائيلية تعيش حالة فوضى غير مسبوقة في تاريخ الدولة، ما سيترك آثاره السلبية في كل الجبهات: الداخلية والخارجية".

وأضاف أن "الفوضى السياسية التي تعيشها إسرائيل سندفع أثمانها باهظة، ولن تبقى حبيس المكاتب الحكومية، وإنما سيتضرر منها كل مواطني الدولة، فضلا عما يتسبب بأضرار لنا نحن في المعهد الذي يعمل على تأهيل قيادات مستقبلية لإسرائيل".

السفير المصري في إسرائيل، خالد عزمي، قال إننا "نعيش بمنطقة مشتعلة، ويجب العثور على مسارات جديدة للتعامل مع التحديات المختلفة القائمة اليوم، نحن نواجه تهديدات إرهابية تنتعش في الدول التي انهارت مثل سوريا واليمن والعراق وليبيا، ولن نسمح لهذه التهديدات وسواها من الجهات بأن تهدد مواطنينا والمنطقة، نريد شرق أوسط آمنا من هذه التهديدات، ولا نمنح مجالا للتطرف الديني أو تهديد الإرهاب أو السلاح النووي".

رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، قال إنني "أخشى مثل كل المواطنين أن أحيا في دولة غير ديمقراطية، يجب على الكنيست أن يتفهم هذه المخاوف. أما التهديدات الخارجية، فإن ما يجري في قطاع غزه  اليوم قد ينتقل للضفة الغربية، لا نستطيع حل الصراع مع الفلسطينيين على أسس حق العودة والقدس وغور الأردن، لكن يجب علينا الجلوس معا، والتحدث مع بعضنا، وأن نفهم أننا جميعا نعيش في مكان واحد".

رئيس جهاز الموساد، يوسي كوهين، استفاض في الحديث عن التهديد الإيراني، سواء من خلال البرنامج النووي، أو زيادة النفوذ الإقليمي، لكنه تطرق لدور الموساد في البحث عن فرص إيجابية في المنطقة.

وأعلن كوهين أن "الموساد أنشأ وحدة جديدة خصيصا لزيادة تأثيره في التوصل إلى اتفاقات السلام في المنطقة، ويسعى لتشخيص فرص نادرة للتوصل لتفاهمات إقليمية تحقق السلام الشامل، فربما تفتح نافذة الفرص مرة واحدة".

الجنرال بيني غانتس، زعيم حزب أزرق-أبيض، القائد السابق للجيش الإسرائيلي، قال إن "نظرية الردع الإسرائيلية تبدلت معاييرها في الآونة الأخيرة؛ بسبب التردد الذي تبديه إسرائيل في استخدام قوتها الهجومية؛ لأن السلوك الميداني يؤثر سلبا على الأمن الإسرائيلي، لا سيما على سكان غلاف غزة الذين يواجهون منذ عامين تهديدات أمنية".

وأضاف أن "الأضرار لم تتوقف عند غلاف غزة، وربما تمتد لجبهات ومناطق أخرى، فالإيرانيون يتعقبون هذه السياسة جيدا؛ لأن الضعف الذي تبديه إسرائيل برئاسة نتنياهو أمام حماس في غزة يبعث برسائل للجهات الأخرى في المنطقة، لا سيما عدم جاهزيتها لاستخدام القوة التي تحوزها".

الجنرال غادي آيزنكوت، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي السابق، قال إن "قطاع غزة فيه مليونا إنسان، وفي الضفة الغربية 2.8 مليونا، جميعا باتوا يرون الهجمات المسلحة هي الطريق الأساسية لتحقيق الحقوق السياسية والدينية والاجتماعية، ما يجعل التحدي والإستراتيجية أمام إسرائيل معقدة جدا".

وأضاف أنه "بعكس ما هو حاصل في جبهات أخرى تواجهها إسرائيل، فإن القضية الفلسطينية أكثر تعقيدا. بعد الجرف الصامد في غزة 2014، حققنا ردعا استمر ثلاث سنوات ونصف، حتى بدأت المسيرات الشعبية على حدود القطاع".

وأوضح أن "السنوات الخمس الأخيرة عاشتها إسرائيل دون حروب، صحيح قد لا تكون هناك حروب علنية، لكننا خضنا أخرى سرية من قبيل المعركة بين الحروب، ربما نصل لمعركة ما، لكنها تحتاج تقييمات عميقة ومنطلقات سليمة".

الجنرال عاموس غلعاد، رئيس الدائرة السياسية والأمنية بوزارة الحرب السابق، الرئيس الحالي للمؤتمر هذا العام، قال إن "الولايات المتحدة اليوم عاقدة العزم على منع إيران من حيازة سلاح نووي، والطريق الوحيدة لتحقيق ذلك هي حرمانها من هذه القدرات، مع العلم أنه لا توجد دولة عربية موافقة على امتلاك إيران سلاحا نوويا؛ لأنه في حال امتلكته فإن تلك الدول قد تسارع لحيازته أيضا".

وأضاف أنني "لا أتخيل أمنا قوميا لإسرائيل دون الولايات المتحدة، لكننا نحتاج تخطيطا سليما، حتى في ظل وجود ترامب أكبر أصدقائنا، ويجب عمل كل شيء من أجل بقاء استقرار الأردن، كما أن عدم لقاء رئيسي أركان الجيشين المصري والإسرائيلي، علانية وأمام الإعلام منذ أربعين عاما، هو أيضا رسالة".

وختم بالقول إننا "افتتحنا علاقات مذهلة مع العديد من الدول العربية، لكن لن يكون هناك سلام معها من دون الفلسطينيين، فالدول العربية لن تخونهم، والأجهزة الأمنية الإسرائيلية لا تنجح حتى الآن في التنبؤ بالأحداث المتوقعة في العالم العربي، وإلى أي حد سيبقى مستقرا".

أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب إسرائيل بيتنا، وزير الحرب السابق، قال إن "إسرائيل تدفع الأموال إلى غزة مقابل إشعالها الحرائق في حقول مستوطنات غلاف غزة، وكأن نتنياهو بذلك يمول إطلاق الصواريخ".

وأضاف أن "السلطة الفلسطينية كسلطة ومنظومة لم تعد قائمة، فما هو موجود حماستان وفتح لاند، اليوم لو أقيمت انتخابات في الضفة الغربية، فإن حماس ستنتصر بكل تأكيد، الانهيار الأمني في الضفة الغربية أكثر خطورة من نظيره بقطاع غزة، حماس أثبتت للفلسطينيين أن الطريق المثلى للتعامل مع إسرائيل هي القوة".

ودعا كوهين الذي أنهى مهامه في رئاسة الشاباك في العام 2016، إلى "المحافظة على استمرار التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، لأنه لا خشية من تقديم أي مساعدات لهذه الأجهزة الأمنية الفلسطينية، لأنها لا تشكل خطرا علينا، ويجب استكمال سياسة إفساح المجال للعمال الفلسطينيين للعمل داخل إسرائيل، وإتاحة المجال لحرية وصول المسلمين والمسيحيين لأماكنهم الدينية للعبادة".

وطالب كوهين بـ"ضرورة الدفع بإقامة مشاريع بنية تحتية في غزة، لأننا قلقون من تدني مستويات المياه والطاقة والصرف الصحي التي يحصل عليها السكان، وهذه المشاريع قد توفر هدوء أمنيا، بجانب السماح لسكان غزة بالتوجه للأردن، لأن ذلك من شأنه تقليص المخاطر الأمنية".

وعن البدائل الاقليميه تابع: "لا أعتقد أن حلا نهائيا للصراع مع الفلسطينيين سيتم طرحه في السنوات القليلة القادمة، لاسيما في القضايا الكبرى، ولذلك علينا البحث عن خيارات وبدائل ذات بعد إقليمي، وتحديدا بين الجنوب والشرق، بين أن تشمل توحيد الكيان الفلسطيني كلها بما فيها غزة والضفة، أو الفصل بينهما".

وأوضح أن "غزة والضفة الغربية يحكمهما كيانان قائمان مع عقيدتين مختلفتين، يصعب التوحيد بينهما، السلطة في الضفة تسعى لحل سياسي، وحماس في غزة تتبنى المقاومة، ولذلك سعى الطرفان لعدم إنجاح الطرف الآخر بتحقيق أي إنجاز سياسي، مما أفشل جهود المصالحة بينهما".

وختم بالقول: "في حال أرادت إسرائيل التوصل لحلول عملية مع الفلسطينيين، فيجب عليها التفكير خارج الصندوق، عبر البحث عن حلول إقليمية للخروج من هذه الورطة، لأن غياب أي حل معهم يجعل من الوضع القائم مرشحا لأن يكون تراجيديا لكلا الشعبين، ويسفر عن مزيد من الفقر والتوتر، وصولا لحرب دائمة".

هناك مخاطر تستشعر اسرائيل خطورتها وباتت تشكل ارق دائم لاسرائيل ان على المستوى الداخلي او الخارجي وبحقيقة ما تم التوصل اليه من قبل المؤتمرين حيث ركزت الابحاث على الخطر الداخلي والديموغرافيه الفلسطينيه والصراعات العرقيه الطائفيه بين مختلف المكونات الاسرائيليه وكذلك المعضله في عدم التوصل لحل القضيه الفلسطينيه والخطر الاقليمي المتمثل في ايران والتغيرات التي باتت تشهدها المنطقه وقد رسم المؤتمر التاسع صوره قاتمه لما ينتظر اسرائيل داخليا وخارجيا

 

 

التعليقات على خبر: قرائه معمقه في توصيات مؤتمر هرتسيليا التاسع عشر بين الخيارات والبدائل

حمل التطبيق الأن