معضلة غزه ضمن المعادلة الاسرائيليه اثر استقالة ليبرمان

هل ينجح نتنياهو في ضم المعارضه الصهيونيه لحكومته أو يسير بإجراءات الانتخابات المبكرة

المحامي علي ابوحبله

إسرائيل تصارع من اجل البقاء وھي تفتعل الحروب وتعتمد سیاسة العدوان من اجل توحید الصف الإسرائيلي وصھر بوتقة المجتمع الإسرائيلي الذي تنخر في صفوفھ الخلافات ، إسرائيل مجتمع من قومیات وجنسیات مختلفة لا یمكن لھذه القومیات والأجناس المختلفة العادات والتقالید والتاریخ ان تنصھر في بوتقة مجتمع یھودي متجانس، فھم خلیط من مختلف الجنسیات والقومیات استوطنوا في فلسطین طمعا في تحقیق حیاة أفضل ، الكثیر من المحللین والساسة الإسرائيليين یشخصون ألازمات الراھنة  في اسرائیل ویضعونھا في سیاق ما یعانیه  المجتمع الإسرائيلي من أزمة الھویة ، التطرف والعنصریة والاتجاه نحو تجسید ألدوله الیھودیة جمیعھا تسلب غالبیة الإسرائيليين لھویتھم القومیه وتتجه  بھم صوب ایجاد مجتمع یھودي متدین یخضع في احكامه وشروطه ووجوده لضرورة التدین والالتزام بتعالیم التوراة وفق ما یفرضه ویملیه  الیھود التوراتیون ، وھذا یتعارض وغالبیة التوجه  للإسرائیلیین العلمانیین .

شكل العدوان الأخير على غزه علامة فارقه بعد فشل عملية التسلسل جنوب خانيونس ما أدى إلى تصاعد وتيرة العدوان على غزه ورد الفعل لقوى المقاومة وقد فشلت حكومة الائتلاف اليميني المتطرف في تحقيق أهدافها وفرضت معادله جديده من الردع بين قوى المقاومة الفلسطينية وإسرائيل أدت الى وقف اطلاق النار والتهدئه .

واثر فشل العدوان الإسرائيلي على غزه في تحقيق أهدافه أعلن وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، استقالته من منصبه، بعد عقده اجتماعا خاصا لحزب "يسرائيل بيتنو" لمناقشة الأمور بعد التصعيد الأخير على غزة.

وقال ليبرمان خلال مؤتمر صحفي، عقده ظهر  الاربعاء ، إن الأسباب التي دفعته لتقديم استقالته هي نقل الأموال إلى حركة حماس إضافة إلى وقف إطلاق النار مع غزة. وأضاف وزير الحرب أن ما حصل من وقف لإطلاق نار مع كل عملية التسوية مع حماس هو خضوع "للإرهاب" ولا وصف لذلك سوى الخضوع "للإرهاب".

وتابع:" أنا اوافق على تسوية مع حماس بشرطين "عدم الاقتراب من الجدار الأمني وانهاء قضية الجنود الأسرى".

وكشف ليبرمان أنه صوت مسبقًا في الحكومة ضد صفقة شاليط وضد الاعتذار الى تركيا، مشيرا إلى أنه رجل مبادئ ولا يتمسك في الكرسي، على حد زعمه.ودعا وزير الحرب الإسرائيلي ليبرمان إلى اجراء انتخابات مبكرة في أسرع وقت ممكن.

يشار الى ان هذا الإعلان يأتي على ضوء الخلافات التي ظهرت حول مسألة التهدئة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أمس والقرار الذي تمخضت عنه جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس بقبول التهدئة.

ومن الجدير بالذكر، ان خلافات حادة داخل الائتلاف الحكومي بين حزب "يسرائيل بيتينو" بزعامة ليبرمان وبين حزب "البيت اليهودي" بزعامة نفتالي بينت حول طريقة التعامل مع "مسيرات العودة". فبينما كان الوزير بينت يأخذ على الوزير ليبرمان بأنه لا يتعامل مع هذه المسيرات بالحزم الكافي، كان ليبرمان يصر على ان التصعيد يعني خوض حرب جديدة.

يذكر ان جلسة الحكومة الإسرائيلية ، لم تصوت على قرار التهدئة وانما تم اتخاذ القرار من قبل رئيس الحكومة ودعم غالبية الوزراء للموقف الذي اتفق عليه كافة رؤساء الاذرع الأمنية الذين حضروا الجلسة وقدموا تقاريرهم فكانت جميع هذه التقارير تدعو الى الموافقة على العرض المصري بقبول التهدئة ومنح حماس فرصة أخرى.

وكان كافة المسئولين في الأجهزة الاستخباراتية الذين حضروا جلسة الحكومة التي استغرقت سبع ساعات متتالية، قد ادلوا بتقديراتهم بأن القبول بما يعرضه الوسيط المصري هو افضل الإمكانيات المتوفرة، وعليه تم إقرار هذا الموقف بدون تصويت، وقال رئيس الحكومة نتنياهو بعد ذلك انه تم اتخاذ القرار بالاجماع بدون تصويت.

وسائل اعلاميه اسرائيليه تقول ان ليبرمان اعتبر هذه الطريقه لاتخاذ القرار مناورة محكمة قام بها نتنياهو للالتفاف على معارضة بعض الوزراء، وهو ما اغضب ليبرمان الذي تبين لاحقا انه في موقف الأقلية في معارضة التهدئة بشكلها الحالي، فيما لم يبد حزب "البيت اليهودي" أي انتقاد او معارضة للتهدئة وهو الذي كان يصر على التعامل بيد حديدية مع احداث "مسيرات العودة".

رأي مصادر رفيعة في الائتلاف الحكومي بأن حماس نجحت في إسقاط حكومة اليمين الإسرائيلية، موضحين بأنه في حال قرر نتنياهو حل الكنيست فإن الحديث يدور عن الانتصار الأكبر الذي حققته حماس في جولة التصعيد الأخيرة.

ووفقا لصحيفة "اسرائيل اليوم" فقد أوضحت المصادر بأنه في حال قرر حزب "اسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان الانسحاب من الائتلاف الحكومي وعدم الاكتفاء باستقالة ليبرمان من وزارة الجيش، فإن ذلك لا يعني حل الحكومة لأن الائتلاف سيبقى أغلبية، حيث سيصبح عدد مقاعد الأحزاب المشاركة في الائتلاف 61 عضو كنيست من أصل 120، أي أكثر من النصف.

كما أوضح مسئول رفيع في حزب الليكود قائلا بأنه لا داعي للذهاب لانتخابات مبكرة في هذه المرحلة الأمنية الحساسة في أعقاب استقالة وزير الجيش ليبرمان من الحكومة الاسرائيلية، حيث سيحمل نتنياهو حقيبة وزارة الجيش إلى حين انتهاء فترة ولاية الائتلاف الحكومي في شهر نوفمبر 2019، أو الذهاب لانتخابات مبكرة في شهر مارس 2019 .

إسرائيل وھي تعیش صراع مصالح بین القوى والأحزاب اليمينية والدينية  المتطرفه ھي فعلا تعیش أزمة ھویه، وان محاولات تكریس إسرائيل كدوله یھودیه اصولیه تعني الخروج من عباءة الاعتدال والدیموقراطیه حسب رؤیا بن غوریون للقبول بھا عالمیا الى عبائة التطرف والاصولیه واستعداء غالبیة دول العالم لھذا الكیان الأصولي العنصري ، الكیان الإسرائيلي امام مفصل تاریخي لتحدید ھویته  في المنطقه  ، لن يكون  بمقدور إسرائيل  ان تصنع سلام مع الفلسطینیین وان أية حكومة قادمه فيما لو اسقطت الحكومه وجرت انتخابات مبكره  ان تتوقف عن عدوانیتھا ضد الشعب الفلسطیني ولن تتوقف على سلب الفلسطینیین لحقوقھم الوطنیه او ان تتوقف عن الاستیطان وتهويد القدس  ولا یمكن المراھنة على ما ستسفر عنه  نتائج أي انتخابات مبكره لان التاریخ علمنا ان الاسرائیلیین في غالبیتھم یجنحون للتطرف وھم ضد تحقیق الامن والسلام ،وأخیرا وبغض النظر عن سیل التصریحات الصادرة عن قادة إسرائیل بمختلف مسمیاتھم یتوجب على المراقبین والمنتفعین والمتضررین من عدوان اسرائيل على غزه وباتوا يراهنون على اسقاط حكومة نتنياهو واجراء انتخابات مبكره الانتظار فيما يقرر الائتلاف لاجراء انتخابات مبكره ام  لا ولربما يسعى نتنياهو لضم المعارضه الصهيونيه لصفوف الائتلاف وحتى یحین الموعد لا يمكن البناء على توقعات وحسابات قد تصیب وقد تخیب