المصالحة الفلسطينية استراتيجية.

المصالحة الفلسطينية استراتيجية.. لماذا التهرب من استحقاقاتها؟

  • المصالحة الفلسطينية استراتيجية.. لماذا التهرب من استحقاقاتها؟

افاق قبل 4 سنة

المصالحة الفلسطينية استراتيجية.. لماذا التهرب من استحقاقاتها؟

علي ابو حبلة

تصريحات الفصائل والقوى الفلسطينية جميعها تجمع على ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام ، مؤخرا طرحت ثمانية فصائل فلسطينية ما سمتها «المبادرة الوطنية لتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام الفلسطيني»، وحثت الفصائل حركتي التحرير الوطني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) على استئناف مباحثات المصالحة، والالتزام بالاتفاقيات الموقعة لإنهاء حالة الانقسام السياسي المستمر منذ منتصف العام 2007.

وتتكون المبادرة الوطنية لتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام من أربعة بنود ضرورة اعتبار اتفاقيات المصالحة الوطنية السابقة مرجعية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية. وعقد اجتماع لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية والاتفاق على رؤية وبرنامج وإستراتيجية وطنية نضالية مشتركة، والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية، والرقابة على عملها وفق القانون إلى حين إجراء الانتخابات الشاملة. واعتبار المرحلة الممتدة بين أكتوبر/تشرين الأول 2019 ويوليو/تموز 2020 مرحلة انتقالية لتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام. وضرورة وضع جدول زمني للفترة الانتقالية يتم فيها تنفيذ البنود تمهد للإعداد لإجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، وإجراء انتخابات شاملة تشريعية ورئاسية ومجلس وطني في منتصف العام 2020.

وتأتي هذه المبادرة في ظل فشل كافة الوساطات والاتفاقيات لإنهاء حالة الانقسام السياسي بين فتح وحماس، وآخر هذه الاتفاقيات ما وقعته الحركتان من اتفاق للمصالحة في القاهرة في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2017، والذي لم يرَ النور بسبب خلافات بين الطرفين على ملفات، أبرزها التمكين للحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، وملف موظفي القطاع الذين عينتهم حركة حماس.

الانقسام واقع يؤرق الفلسطينيين ويدعوهم للقلق حول المصير الذي ستؤول إليه القضية الفلسطينية وهم يستذكرون التاريخ الذي يعيد نفسه بهذا الانقسام الذي يعرف عبر التاريخ بين المجلسين والمعارضين ، والذي أدى في تاريخه إلى ما وصلت إليه القضية الفلسطينية من ضياع وتشرذم بفعل هذا الانقسام

 إن المماطلة والتلكؤ في إتمام عملية المصالحة أمر فيه الكثير من التأويلات والتفسيرات التي جميعها تصب في صالح تجسيد الانقسام وترسيخه لان هناك من لا يريد لهذه المصالحة أن تتم وهناك من يعمل على عرقلة جهود إتمام المصالحة ما ينقص المصالحة وإنهاء الانقسام  هو الاراده الوطنية المستقلة والقرار الوطني السيادي دون الخضوع لاملاءات وشروط إقليميه ودوليه  لها مصلحه في هذا الانقسام لتمرير مخططات تخدم في محصلتها الاحتلال الإسرائيلي.

إن توفر الاراده الوطنية ووضع المصلحة الوطنية الفلسطينية فوق أي اعتبار لأية أولويات أو أجندات أو ولاءات إقليميه أو مصالح فئوية أو محاصصه وظيفيه   هو من يخدم عملية المصالحة ويعجل فيها وعلى حركة حماس وفتح أن تبادرا لتطبيق كافة الاتفاقات التي تم توقيعها والعمل فيها بما يخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية ، موضوع الانتخابات والدعوة لها يجب أن  تكون محل إجماع وطني فلسطيني برؤيا وطنية تخرج الفلسطينيين من مأزق اتفاق اوسلوا وتعيد لهم حرية الرأي والقول دون الخضوع لشروط اتفاق انتهى ومضى عليه الزمن ولم يعد يصلح أصلا مرجعيه للتسوية وإجراءات إسرائيل على الأرض لن تسمح بإقامة دوله فلسطينيه مستقلة وعاصمتها القدس ولا يمكن القبول بإجراء انتخابات بمقاس اوسلو تحت مسمى مجلس تشريعي لسلطة حكم ذاتي.

 القضية الفلسطينية تمر في اخطر مراحلها بفعل التغيرات العربية والدولية والاقليميه ، وان استمرار الانقسام يحدق الخطر بمفاصل وتاريخية القضية الفلسطينية التي يتطلب لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية الاتفاق على استراتيجية فلسطينية موحدة لكيفية مواجهة الخطر المحدق بالأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

التعليقات على خبر: المصالحة الفلسطينية استراتيجية.. لماذا التهرب من استحقاقاتها؟

حمل التطبيق الأن