الأخوة الأعداء ...! (2-3)

الأخوة الأعداء ...! (2-3)

  • الأخوة الأعداء ...! (2-3)

اخرى قبل 4 سنة

الأخوة الأعداء ...! (2-3)

د.عبد الرحيم جاموس

 وأما فلسطين التي هي على حد السيف دائماً لم تكن الاستثناء بالمطلق بل قدمت نموذجا من الصراع على النفوذ والتفرد والإقصاء والتخوين .. والذي حال دون تحول هذا الصراع فيها الى حرب أهلية، عاملين أساسيين الأول هو: خضوع فلسطين تحت الاحتلال والاغتصاب الصهيوني من جهة، والعامل الثاني هو: عقلانية التيار الوطني الذي تمثله منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة حركة «فتح» التي تؤمن بتحريم الاقتتال الداخلي واعتبارها الدم الفلسطيني خط أحمر لا يجوز تجاوزه تحت أي اعتبار رافضة أي تبرير لاستخدام العنف في مواجهة أي طرف داخلي وأن العنف فقط لا يمكن استخدامه الا في مواجهة العدو الرئيسي وهو الاحتلال، داعية الى حل الخلافات الداخلية مهما علت بالحوار وبالحوار فقط دون غيره مهما تعقدت وتعددت أسباب الخلاف .. فقد حالت هذه الثقافة وهذا الالتزام المبدئي من التيار الوطني دون وقوع الشعب الفلسطيني في أتون الحرب الأهلية وفوتَ الفرصة الى غاية الآن على المتربصين وفي مقدمتهم الاحتلال الصهيوني من الوقوع في حرب أهلية تفضي الى تحقيق أحلام المشروع الصهيوني وتقضي على أحلام وآماني وآمال الشعب الفلسطيني باستعادة وطنه وهويته واستقلاله وحريته وبناء دولته المستقلة، وحقنت دماءه وحافظت على نسيج المجتمع الفلسطيني الواحد والموحد، لكن ظهور تيار الاسلام السياسي في نهاية ثمانينات القرن الماضي خلق حالة من الانقسام الرؤيوي السياسي ما أتاح للعدو مباشرة ولقوى عديدة اقليمية ودولية لِلَعبِ على اذكاء هذا الانقسام بين التيار الوطني والتيار الاسلاموي الذي لم يترك صفة من صفات التفريط والتخوين  والتبخيس الا وحاول الصاقها بالتيار الوطني وقذفه بها مبخساً كافة نضالاته منذ النشأة والتأسيس وكذلك انجازاته، ناسباً لنفسه الطهرَ والعفافَ والاستقامةَ والاخلاص والتمسك والثبات، نافياً هذه الصفات عن التيار الوطني الذي سبقه في النضال والوجود وانجاز الانجازات التي قدم الشعب الفلسطيني التضحيات الجسام من أجل تحقيقها، رافضاً أن يكون شريكاً أو مكملا للتيار الوطني السباق في تأجيج الثورة والكفاح والنضال من أجل استرداد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ...الخ.

وقد تعمق الخلاف السياسي بين التيارين واشتد أواره بعد أن شاركت حركة حماس في الانتخابات التشريعية في 25 يناير 2006م وفوزها على التيار الوطني الذي سلم لها بالنتيجة وكُلِفت بتشكيل الحكومة .. وهي ترفض كافة الأسس التي قامت على أساسها السلطة الفلسطينية كنتيجة لاتفاق أوسلو بين م.ت.ف والعدو الصهيوني .. والذي رفضه التيار الاسلاموي وعمل بشكل ممنهج لافشاله والقضاء عليه لاعتباره يمثل تفريطا بالحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية والاسلامية في فلسطين ويمثل خيانة واضحة من قبل التيار الوطني للقضية الفلسطينية بكل أبعادها الوطنية والقومية والدينية ..!!!

وهنا بدأت المعضلة تعلو على السطح، والتناقض بين الفكر والممارسة لدى التيار الاسلاموي الذي يرفض كافة الحلول السياسية للقضية الفلسطينية ولكنه يزاحم وينافس على الاستحواذ على المنافع التي تحققت أو قد تتحقق من هذه الحلول ..!

وهنا يتغلب عليها فكر الاستحواذ والاستفراد والاقصاء للآخرين والذي ترجم بالانقلاب يوم 14 / 6 / 2007م بالانقضاض على مؤسسات السلطة ومطاردة كافة العناصر المؤسسة لها بحجة التمكين في الحكم بعدما فازت بتلك الانتخابات المشؤومة التي ما كان يجب أن تتم..

...يتبع

التعليقات على خبر: الأخوة الأعداء ...! (2-3)

حمل التطبيق الأن