(توظيف الدّراما في خدمة القضيّة الفلسطينيّة)

(توظيف الدّراما في خدمة القضيّة الفلسطينيّة)

  • (توظيف الدّراما في خدمة القضيّة الفلسطينيّة)

ثقافة وفنون قبل 3 سنة

بقلم:د. رولا خالد غانم

(توظيف الدّراما في خدمة القضيّة الفلسطينيّة)

الدراما سلاح حقيقي يستخدمه من يدرك مدى تأثيره، فأثره فتّاك بالتّالي يفضّل استخدامه لخدمة المجتمعات، ودعم القضايا العادلة.

الدراما جيش حقيقي أقوى من السياسيين ورجال الدّين، وأكثر تأثيرا لأنه يخرق الفضاء، ويتسلّل إلى العقول والقلوب والأرواح، الدراما إذا ما استغلت بطريقة صحيحة تخلق عوالم من الخيال تحرّض فيها الإنسان اليائس على صناعة مستقبله بقوّة وأمل ودافعية، ونحن كفلسطينيين بحاجة لمشروع وطني واستراتيجي وليس لشعارات، بحاجة لصناعة الدراما واستغلالها من أجل خدمة قضيتنا، فالدراما محمولة على أيدولوجيات كبيرة.

وعلى سبيل المثال ما تصنعه السينما الأمريكية تصنعه بهدف، وهي مؤثرة جدا، وقد استخدمت جميع أنواع السينما لخدمة أهدافها، ولننظر لفيلم عمر المختار، فهو فيلم حربي ملحمي تاريخي، جعل بطله رمزا لمقاومة المستعمر في ليبيا، وأيقونة فخر وعزة لكل الليبيين بل لكل العرب، وقد أثارت هذه الشعبية غضب وسخط الإيطاليين، وعمر استطاع أن يوصل قضيته لجميع أنحاء العالم، وقيل إن الفيلم كان باسم (عز الدين القسام) وبعد كتابة السيناريو، هدد القائمون عليه من قبل اللوبي الصهيوني، ومنع من التنفيذ، لأنهم يدركون مدى خطورته وتأثيره على المتلقي.

ونحن حين كنا ننتظر مشاريع تخدم القضية الفلسطينية، أطل علينا الكاتب وليد سيف بمسلسل التغريبة الفلسطينية، ليشفي غليلنا ويثلج صدورنا.

ومسلسل التغريبة كما تعلمون مسلسل درامي تاريخي باللغة الفلسطينية المحكية، ويعدّ واحدا من أشهر ما أنتجته الدراما العربية، وقد سلط الضوء على القضية الفلسطينية، ونال العديد من الجوائز من عدة دول عربية، وقد أنتجته شركة سوريا الدولية للإنتاج الفني، وجرى تصوير المسلسل بأكمله في سوريا، وحظي بشعبية كبيرة، وهو يروي قصة عائلة فلسطينية فقيرة تكافح من أجل البقاء في ظل الانتداب البريطاني مرورا بالنكبة ومن ثم النكسة، وجسد معاناة الشعب الفلسطيني، وأطلع العالم على حجم الظلم الذي وقع على أصحاب الحق.

فالتغريبة الفلسطينية لعبت دورا كبيرا في إحقاق الحق، وهي مشروع وطني ضخم يستحق الحديث عنه، وهي جزء من نضال الشعب الفلسطيني، وكاتبها يستحق كل تقدير، فالتغريبة تركت أثرا إيجابيا في نفوس الفلسطينيين والعرب، ولاقت صدى، وأحدثت ضجة إعلامية كبيرة في جميع الأوساط، وردّت على الشائعات التي قالت: إن الفلسطينيين باعوا أراضيهم للمحتل، التغريبة أعادت بناء المشهد، وهذا جزء من كتابة تاريخ النضال الفلسطيني، التغريبة أعطت إشارة حتى نصنع أنصارا لقضيتنا، لذا علينا أن نستثمر هذا المجال لصالح قضيتنا، وكنت قد كتبت مقالا بعنوان(الدراما العربية والتطبيع) تناولت به موضوع ترسيخ فكرة التعايش مع الإسرائيلي من خلال الدراما، ولا يخفى على أحد أهمية الدراما في حياتنا الخاصة، ومدى تأثيرها على المشاهد العربي، لذلك استغلت لتصبح نهجا، وقد كتبت المقال بعد أن أطلت علينا بعض الفضائيات بعدد من الأعمال الدرامية، التي تميل إلى التطبيع مع المحتل، مما أثار غضب الشارع الفلسطيني، الذي لم يعهد مثل هذه الأعمال التي تعاطفت مع المحتل وعرضت له صورا مشرقة، جاعلة من الجلاد ضحية.

وكنت قد سألت نفسي، أين نحن من الدراما؟ لماذا لا يتم الاشتغال عليها بجدية، بما أن لدينا كتابا وأعمالا وكوادر، وبالتالي نرد على هذا التضليل الذي من الممكن أن يشتت المشاهد العربي، وبالتالي ننصف قضيتنا العادلة، وحبذا لو أنتجنا مسلسلات على غرار التغريبة الفلسطينية التي وثقت لقضيتنا واستأثرت على مشاعر العرب والمسلمين في العالم.

التعليقات على خبر: (توظيف الدّراما في خدمة القضيّة الفلسطينيّة)

حمل التطبيق الأن