الوصاية الهاشمية على مقدسات القدس صمام أمان لحمايتها

الوصاية الهاشمية على مقدسات القدس صمام أمان لحمايتها

  • الوصاية الهاشمية على مقدسات القدس صمام أمان لحمايتها

افاق قبل 3 سنة

الوصاية الهاشمية على مقدسات القدس صمام أمان لحمايتها

علي ابو حبلة

« الحرم القدسي الشريف بأيدينا «، هذا ما أعلنه، موتيه غور، قائد اللواء 55، مباشرة بعد اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني للمسجد الأقصى في يونيو (حزيران) عام 1967. لكن عمليا، بعد 54 عاما، تشرف المملكة الأردنية الهاشمية، على كل كبيرة وصغيرة ضمن 144 دونما، تضم الجامع القبلي ومسجد قبة الصخرة، وجميع مساجده ومبانيه وجدرانه وساحاته وتوابعه فوق الأرض وتحتها والأوقاف الموقوفة عليه أو على زواره.»

خلال اغتصاب فلسطين عام 1948 وقعت القدس الغربية تحت السيطرة الصهيونيه بينما بقيت القدس الشرقية تحت حكم المملكة الاردنيه الهاشمية.

أعلنت إسرائيل عام 1950 أن مدينة القدس عاصمة لكيانها الغاصب، خلال حرب يونيو/حزيران 1967 احتلت إسرائيل كامل الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.. لم يعترف العالم بالسيادة الإسرائيلية على القدس الشرقية. وبموجب قراري مجلس الامن 242 و338 اعتبرت الاراضي التي احتلتها اسرائيل بعد الرابع من حزيران 67 اراضي محتله وتخضع للقانون الدولي واقر قرار مجلس الامن 2334 ان المستوطنات المقامه على الاراضي المحتلة بعد الرابع من حزيران 67 بما فيها القدس مستوطنات غير شرعيه وعليه فان كل الاجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال غير شرعيه بما فيها انتهاكات المسجد الاقصى الذي يقع تحت «الوصايه الهاشميه» وهي متأصلة بالهاشميين فقد آلت الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس عام 1924 للشريف حسين بن علي، قائد الثورة العربية الكبرى والمدفون في الحرم القدسي، وجرى تأكيد ذلك في الاتفاقية التي تم التوقيع عليها بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والملك عبدالله الثاني عام 2013 والمعروفة باسم اتفاقية «حماية الأماكن المقدسة في القدس»، إذ جاء فيها أن الوصاية على هذه الأماكن آلت إلى الملك عبدالله الثاني. كما أن الإدارة العامة لأوقاف القدس، المسؤولة عن المسجد الأقصى وغيرها من المقدسات الإسلامية والمسيحية، هي إحدى المديريات التابعة لـلأوقاف الأردنية، ويزيد عدد موظفيها على 700 يتقاضون رواتبهم من موازنة وزارة الأوقاف الاردنية.

ومنذ مبايعة الشريف الحسين بن علي الهاشمي، عام 1924، بالوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، رفضت المملكة الأردنية كل طلب أو محاولة أو سعي للتخلي عن هذا الدور، بل ظلت رعاية المملكة للمقدسات مطلبا ثابتا على الدوام؛ في ظل الحرب مع إسرائيل، وأثناء معاهدة السلام معها، وقبل وبعد فك الارتباط مع الفلسطينيين، وحتى بعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية من الأمم المتحدة.

ولم يتخل الأردن أصلا عن دوره التاريخي، ولم يسلم بالاحتلال على المدينة، ولا بحقه في السيادة على المقدسات، بل أكد على دوره في رعاية هذه المقدسات، في معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية التي وقعت في 26 أكتوبر (تشرين الأول) 1994.

لقد حظيت مدينة القدس الشريف بما تشتمل عليه من معالم إسلامية ومسيحية برعاية واهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني، استمرارا لخطى الهاشميين الذين كانوا على الدوام وسيبقون سدنة الاماكن المقدسة وحماتها لتبقى القدس اولوية اردنية هاشمية، فالمسجد الاقصى المبارك في قلوب الهاشميين وعيونهم؛ فهم ورثوا سدانته والاهتمام به وحافظوا عليه ليظل توأم المسجد الحرام.

وقد بذل الهاشميون، عترة المصطفى صلى الله عليه وسلم، جهودا عظيمة في خدمة المسجد الأقصى الشريف ورعايته وأعماره؛ فمنذ تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني، كان الأردن الرديف والسند والداعم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وقد دفع الأردن ثمن هذا الموقف طيلة العقود الماضية، وتحمّل في سبيل ذلك، ما هو فوق طاقاته وإمكانياته. وكان الشريف الحسين بن علي، أول من دفع ثمن موقفه، للدفاع عن عروبة فلسطين، ورفضه للمساومة أو التفريط بأي حق من حقوق الأمة، وجاء الملك المؤسس الشهيد عبدالله الأول الذي روى بدمه الطاهر ثرى فلسطين، وما زالت دماؤه شاهدة على تضحيات الهاشميين من أجل القدس وفلسطين.

وتواصلت الرعاية الهاشمية للقدس في عهد جلالة الملك الباني المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال، حيث شكلت لجنة أعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة للمحافظة على المقدسات والمعالم الإسلامية في مدينة القدس عاصمة فلسطين وحمايتها بموجب الوصاية الهاشمية وهي واجب ديني، لتنتقل الراية إلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي ستذكره الأجيال في وصف المسجد الأقصى ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية وتتوقف عند أعماله وبصماته قالها وليسمع العالم، إن مدينة القدس بالنسبة لي «خط أحمر وموقفنا منها لن يتغير»، ولا أحد يستطيع الضغط على المملكة بهذا الموضوع، «عمري ما رح أغير موقفي بالنسبة للقدس، فموقف الهاشميين من القدس واضح، ونحن في المملكة الأردنية الهاشمية علينا واجب تاريخي تجاه القدس والمقدسات»، وتابع: «بالنسبة لي القدس خط أحمر، وشعبي كله معي». لأن «كل الأردنيين في موضوع القدس يقفون معي صفا واحدا، وفي النهاية العرب والمسلمون سيقفون معنا».

 

التعليقات على خبر: الوصاية الهاشمية على مقدسات القدس صمام أمان لحمايتها

حمل التطبيق الأن