اخرى قبل 1 سنة
((الذكرى الثانية والتسعون لإعدام شهداء ثورة البراق )):
في مثل هذا اليوم أصدرت حكومة الانتداب البريطانية بكل ما تحمله من حقد واجرام حكما ً بإعدام ٢٦ فلسطينيا لمشاركتهم في ثورة البراق عام ١٩٢٩م ، ونفذت حكمها في ثلاثة منهم يوم ١٩٣٠/٦/١٧م وهم : محمد جمجوم، وفؤاد حجازي، وعطا الزير الذين سطروا بدمائهم ، وتسابقهم إلى حبل المشنقة ملحمة استشهادية تستحضرها أجيال شعبنا جيلاً بعد جيل.
لقد كتب الأبطال الثلاثة قبل إعدامهم بيوم. رسالة وجهوها الى ابناء شعبهم وامتهم وجاء فيها :
" الآن ونحن على ابواب الأبدية، مقدمين أرواحنا فداء للوطن المقدس، لفلسطين العزيزة، نتوجه بالرجاء إلى جميع الفلسطينيين، ألا ينسوا دماءنا وأرواحنا التي سترفرف في سماء هذه البلاد المحبوبة ، وان نتذكر اننا قدمنا عن طيبة خاطر، انفسنا و جماجمنا لتكون أساسا لبناء استقلال أمتنا وحريتها ". وجاء في كلمتهم الى زعماء امتهم وحكامها : “ ولنا في آخر حياتنا رجاء الى ملوك وأمراء العرب والمسلمين في أنحاء المعمورة، ألا يثقوا بالأجانب وسياستهم " ، وأوصوا ابناء شعبهم في ختام رسالتهم قائلين : " وختاما نرجو أن تكتبوا على قبورنا: “الى الامة العربية الاستقلال التام او الموت الزؤام ، وباسم العرب نحيا وباسم العرب نموت" . ومما يثير كوامن الألم في النفس اننا وابناء امتنا طبقنا عكس ما اوصانا به اولئك الشهداء الأفذاذ ، فقد اصبح الشقيق عدوا ، وغدا العدوُّ صديقا وحليفاً في زمن الذل والانبطاح .